باشرت مصر مساع لانقاذ الحوار الوطني الفلسطيني وتطويق التصعيد بين حركتي «فتح» و«حماس» اللتين تبادلتا الاتهامات بعد حملة الاعتقالات في غزة ضد ناشطي «فتح» بذريعة جمع معلومات لمصلحة اسرائيل، وما سبقها من حملة اعتقالات في صفوف «حماس» في قلقيلية في الضفة الغربية ادت الى اشتباكات مسلحة واسفرت عن سقوط قتلى. وقال القيادي في «حماس» ايمن طه ل «الحياة» ان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل اجرى اكثر من اتصال مع مساعد رئيس الاستخبارات المصرية الوكيل عمر قيناوي يدعوه الى بذل جهود لاحتواء الازمة الراهنة بسبب احداث قلقيلية، مشددا على انه لا يمكن الحديث عن استئناف الحوار الوطني في ظل التصعيد الحالي في الضفة. في المقابل، قال مسؤول رفيع في «فتح» ان وفدا من الحركة وصل الى القاهرة تلبية لدعوة من مصر التي تحاول انقاذ الحوار الفلسطيني وتطويق احداث قلقيلية وتصاعد الاعتقالات ضد قيادات «فتح» في غزة. ويضم وفد «فتح» الى القاهرة القيادي احمد قريع ورئيس الكتلة البرلمانية عزام الاحمد الذي قال ل «الحياة» انه كان مقررا للوفد ان يلتقي مساء امس مسؤولين مصريين، على ان يلتقي اليوم رئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان. واضاف انه زار قلقيلية بهدف التوسط لحل الاشكال ومنع الاشتباكات، موضحاً ان قادة «حماس» اتصلوا به من اجل العمل على وقف التصعيد. وكان جهاز الامن الداخلي التابع للحكومة المقالة في غزة شن حملة اعتقالات طاولت العشرات من ناشطي «فتح» وأدت الى مقتل والد الناشط سامي نسمان اثناء محاولة اعتقاله. وفي معرض تبرير هذه الاعتقالات، اتهمت وزارة الداخلية في حكومة «حماس» ناشطين في «فتح» بتزويد السلطة الفلسطينية معلومات ترسلها الى اسرائيل لتأسيس «بنك معلومات جديد» عن «حماس» في القطاع. واضافت انها «ضاعفت من تحرياتها وتحقيقاتها ... بعد ورود انذارات ومعلومات مؤكدة عن وجود مجموعات وخلايا تهدف الى زعزعة الامن الداخلي»، مشيرة الى ان هذه التحريات تمت «بشكل هادئ ومنهجي وقانوني ... واسفرت عن اكتشاف خيوط جرائم جديدة تنوي القيام بها مجموعات منحرفة ومجرمة». ورد الناطق باسم «فتح» في الضفة الغربية فهمي الزعارير بالقول ان «حماس تعاني من ازمة داخلية في غزة، وتحاول تصديرها الى الضفة وتقديم دعم معنوي الى اعضائها في الضفة من خلال هذه الاعتقالات» و«تسويق ما يجري على انه رد فعل على احداث قلقيلية». واوضح ان لدى رجال امن «حماس» قوائم بأسماء عشرات «المطلوبين» من «فتح» لاعتقالهم. في الوقت نفسه، كشف الناطق باسم الاجهزة الامنية التابعة للسلطة العميد عدنان الضميري لوكالة «فرانس برس» عن العثور على ملابس لاجهزة الامن الوطني وشارات عسكرية لدى عدد من الذين اعتقلوا من «حماس» في الضفة، مضيفا: «وجود هذه الملابس له مؤشر واحد، وهو ان حماس تريد التستر بملابس افراد اجهزة امنية والقيام بأعمال انقلابية». ونفى رفع وتيرة التأهب بين قوات الامن، مشيرا الى انها دائما جاهزة، وانها لن تتهاون مع اي اعتداءات او في مسألة القانون.