بدأت في مدينة تسيله شمال ألمانيا محاكمة الداعية العراقي أحمد عبد العزيز عبدالله الملقب ب «أبو ولاء» بتهمة إنشاء شبكة داخل البلاد لتجنيد مقاتلين لحساب تنظيم «داعش»، والتي ارتبط بها التونسي أنيس عامري، منفذ اعتداء سوق الميلاد في برلين في 19 كانون الأول (ديسمبر) 2016، والذي أسفر عن 12 قتيلاً و48 جريحاً. ومثل «أبو ولاء» (33 سنة) أمام القضاء مع شركائه الأربعة المشتبه بهم، التركي حسن كيلينك البالغ 51 من العمر، والألماني - الصربي بوبان سيميونوفيك (37 سنة)، والألماني محمود عميرات (28 سنة) والكاميروني أحمد فيفس يوسف (27 سنة). وجميعهم متهمون بالانتماء إلى «داعش» ودعمه، ويواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات وفق قانون الجنايات. وطوّق عدد كبير من قوات الأمن محيط المحكمة، حاملين أسلحتهم ومرتدين سترات واقية من الرصاص، فيما فرضت إجراءات أمن مشددة في قاعة المحكمة. وأفادت صحيفة «شبيغل» بأن المناقشات القانونية التي قد تمتدّ حتى شباط (فبراير) 2018، «ستعطي رؤية مفصلة عن آليات عمل الشبكة، ما يجعل المحاكمة الأهم لمتشددين منذ سنوات». ويُفيد الادعاء بأن «أبو ولاء» أنشأ في مسجد يؤمه في هيلدسهايم شبكة تجنيد أرسلت ثمانية أشخاص على الأقل إلى سورية والعراق، بينهم توأمان ألمانيان نفذا تفجيراً انتحارياً دموياً في العراق عام 2015. وكان «أبو ولاء» وصل إلى ألمانيا كطالب لجوء في 2001، وأوقف في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 بعد تحقيق طويل أجرته الاستخبارات الألمانية. وأشارت «شبيغل» إلى أنه متزوج من امرأتين وأب لسبعة أطفال، وسافر وأقام بطريقة غامضة مرات في العراق. وأطلق على «أبو ولاء» لقب «الداعية الذي لا وجه له» لأن تسجيلات الفيديو المنتشرة لدى شبكات متطرفة لا تُظهر وجهه. وكانت مهمته مع شركائه وفق الادعاء «تشريب المجندين الفكر المتطرف وإرسالهم الى أراضٍ يُسيطر عليها داعش. لكنه خطط أيضاَ في المسجد لتنفيذ اعتداءات». وبين الأشخاص المرتبطين بهذه الشبكة، أحد المراهقين الثلاثة الذين لم يتجاوز عمرهم 16 سنة، والذين فجّروا عبوة ناسفة داخل معبد للسيخ في ألمانيا في نيسان (أبريل) 2016، ما تسبب بجرح ثلاثة أشخاص. وحكم على المراهقين الثلاثة بالسجن في آذار (مارس) الماضي. ويبدو أن التونسي أنيس عامري (24 سنة)، منفذ هجوم برلين، تردد إلى هذه الشبكة وتواصل مع بوبان سيميونوفيك، وهو مهندس كيمياوي استقبل عامري في مدرسة إسلامية بدورتموند. لكنه لم يتواصل مباشرة مع «أبو ولاء». وأشارت «شبيغل» إلى أن عامري الذي قتلته الشرطة بعد هروبه إلى إيطاليا، شارك في مسيرة للبقاء على قيد الحياة يتدرب خلالها المجندون على القتال في سورية. ويستند ملف الادعاء إلى شهادة مخبر في جهاز الاستخبارات الألماني الداخلي، جمع مؤشرات وأدلة ضد الداعية العراقي. ويفترض إعفاء هذا الشاهد من الإدلاء بأقواله علناً، حفاظاً على سلامته. ووافق مخبر رئيسي آخر، هو مقاتل تاب بعد عودته من أراضي يُسيطر عليها «داعش»، على التعاون، وروى كيف أرسلته شبكة «أبو ولاء» عبر بروكسيل وتركيا. وتوسّعت شبكة المتطرفين في ألمانيا في السنوات الأخيرة، وباتت وفق الاستخبارات تضم حوالى 10300 شخص في مقابل 3800 عام 2011. ويعتبر حوالى 1300 شخص قابلين لاعتناق الفكر العنيف المتطرف. وتصنف السلطات مئات من هؤلاء مئات بأنهم «خطرون»، كما هو حال أنيس عامري. لكن الأخير أفلت من مراقبة الشرطة باستخدامه بطاقات هوية مختلفة، ومستغلاً قلة التنسيق بين أجهزة الشرطة الإقليمية المختلفة. في الفيليبين، تدرب أفراد في قوات الكوماندوس وقوات أخرى على التفاوض مع خاطفين واقتحام طائرة تجارية لتحرير رهائن أميركيين، في إطار تدريب مشترك مع نظرائهم الأميركيين لزيادة قدرة البلاد في مجال مكافحة الإرهاب. وأوضحت وزارة الدفاع الفيليبينية أن «حوالى 1200 مدني وعسكري من الفيليبين والولايات المتحدة شاركوا في تمرين رياح العاصفة في قاعدة جوية أميركية سابقة خارج مانيلا، مشيرة إلى أن معظم المشاركين المدنيين من الفيليبين لم يعلموا بأن الأمر كان مجرد تدريب. وتواجه الفيليبين أكبر أزمة أمنية داخلية منذ سنوات، إذ يحاول مؤيدو تنظيم الدولة الإسلامية أن يكون لهم موطئ قدم في جنوب آسيا. على صعيد آخر، عُثر على الضابط برتبة رائد هارين غونزاغا، وهو ضابط من قوات النخبة التابعة لحرس الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي، مقتولاً بطلق ناري داخل مجمع قصر مالاكانانغ الرئاسي في مانيلا. وأوضحت الشرطة أن الواقعة حصلت بعيداً من مقر إقامة دوتيرتي داخل المجمع، مشيرة إلى أن عناصر القوة الأمنية لم يعلموا بإطلاق النار قبل أن تجد زوجة الضابط جثته. وكان الضابط مسؤولاً عن عمليات القوة الأمنية، ولم يكن بين أفراد الحرس الشخصي للرئيس.