جمدت عرقلة التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية قافلة مسلحي «داعش» وعائلاتهم الذين انسحبوا من الحدود اللبنانية - السورية الاثنين الماضي، تنفيذ المرحلة الأخيرة من الاتفاق الذي توصل إليه «حزب الله» ودمشق مع التنظيم، والذي قضى بتسليمه أسيراً للحزب كان يحتجزه، عند وصول القافلة إلى مشارف المناطق التي تقع تحت سيطرة «داعش». واتهم «حزب الله» الولاياتالمتحدة بمنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين من عائلات مسلحي التنظيم في القافلة التي اقلتهم من منطقة الحدود اللبنانية - السورية. وأعلن الناطق باسم «التحالف» الكولونيل ريان ديلون ليل الجمعة، أن «القافلة التي تقل مسلحين من «داعش» وأسرهم لإجلائهم إلى منطقة تسيطر عليها الجماعة المتشددة في شرق سورية، بقيت الجمعة في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في سورية، بعدما عادت أدراجها من الحدود العراقية». وأوضح أن التحالف «طلب من روسيا إبلاغ الحكومة السورية بأنه لن يسمح لقافلة مكونة من 17 حافلة تنقل مسلحي داعش من الحدود السورية - اللبنانية بالوصول إلى الحدود العراقية وفق صفقة بين داعش وحزب الله برعاية دمشق»، لافتاً إلى أنه «والحكومة العراقية لم يكونا طرفاً في هذه الصفقة». وأوضح أن طائرات التحالف استحدثت حفرة في طريق يقود إلى البوكمال لعرقلة وصول القافلة التي عادت إلى مناطق سيطرة النظام». وقال إن التحالف «قدم مقترحات لإنقاذ الأطفال والنساء في القافلة من معاناة البقاء في الصحراء». وقصف التحالف سيارات ل «داعش» اقتربت من القافلة. وتحول تأخير تنفيذ الاتفاق إلى أزمة بين التحالف و «حزب الله» الذي أصدر بياناً أعلن فيه أن «الدولة السورية و «حزب الله» وفيا بالتزامهما عبور الباصات من منطقة سلطة الحكومة السورية» وأن «الجزء المتبقي من الباصات وعددها ستة ما زال داخل مناطق الحكومة، ويبقى في دائرة العهدة والالتزام». واتهم الحزب الأميركيين «بمساعدة أكثر من ألف عنصر داعشي من الأجانب في الهروب من مدينة تلعفر (العراق) واللجوء إلى المناطق الكردية»، وحملهم مسؤولية قصف القافلة ما سيؤدي إلى قتل النساء والأطفال وكبار السن فيها، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل «لمنع مجزرة بشعة». وحض الحزب في بيان المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية على «التدخل لمنع حصول مجزرة بشعة» حسب تعبيره، محملا الأميركيين مسؤولة قتل المدنيين إذا قصفت طائراته القافلة. وأكد بيان حزب الله على وفائه والدولة السورية بالتزامهما المنصوص عليه في الاتفاق «القاضي بعبور الحافلات من منطقة سلطة الحكومة السورية دون التعرض لها»، مشددا على أن «الجزء المتبقي من الحافلات، وعددها ستة، والذي ما زال داخل مناطق سلطة الحكومة، يبقى في دائرة العهدة والالتزام». ويشدد التحالف على أنه والعراق ليسا جزءا من هذه الصفقة، وقصف الأربعاء الطريق الذي تسير فيه القافلة التي تحمل مسلحي التنظيم. وتوقفت القافلة إثر ذلك في منطقة صحراوية خاضعة لسيطرة الحكومة السورية تدعى السخنة بين محافظتي حمص ودير الزور.