طهران، موسكو، واشنطن – أ ب، أ ف ب – أبدت إيران «استغرابها» أمس، قطع السنغال علاقاتها الديبلوماسية بها، عازية هذا القرار الى «ضغوط أميركية». واتخذت دكار هذا القرار، بعدما اعتبرت أن شحنة أسلحة إيرانية ضُبطت في نيجيريا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، استخدمها متمردو «حركة القوات الديموقراطية في كازامانس» جنوب السنغال، في قتل 16 جندياً سنغالياً. وأعربت الخارجية الإيرانية عن «استغرابها قرار السنغال»، معتبرة انه «يفتقد أي دليل ومبرّر منطقي من وجهة نظر إيران، ويبدو أنه جاء بتأثير من عوامل أخرى». وذكّرت بأن هذا القرار جاء بعد المحادثات التي أجراها في داكار مسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون، أكدوا خلالها مع نظرائهم السنغاليين على «إنهاء كلّ الإشكالات وضرورة توسيع العلاقات الثنائية». ولفتت الى «التوصل الى اتفاقات جديدة بين البلدين، لتنمية علاقاتهما الثنائية». وأشارت الخارجية الى «المحادثات الصريحة والشفافة» التي أجراها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في دكار في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إذ «سُوّيت القضايا الغامضة وجرى التأكيد على احترام الأمن الداخلي للبلد الآخر»، لافتة الى إعلان الرئيس السنغالي عبد الله واد «فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين»، والذي تلاه «عودة السفير السنغالي الى طهران، ما يُعتبر دليلاً على تطبيع العلاقات بين البلدين». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي فعزا قطع السنغال علاقاتها بإيران الى «ضغوط أميركية». وقال إن الولاياتالمتحدة «تقوم بمحاولات واسعة لتدمير علاقات إيران بالدول الأخرى، وقطع السنغال علاقاتها بإيران هي إحدى هذه المحاولات اليائسة»، معتبراً أن «أميركا ستتحوّل قريباً الى بلد ضعيف، وستنتهي ضغوطها على الدول الواقعة تحت هيمنتها». في غضون ذلك، أعلن مدير الوكالة الروسية للتعاون العسكري والتقني ميخائيل دميترياف أن لموسكو «لائحة طويلة جداً» من الأسلحة تنوي بيعها لطهران، على رغم العقوبات الدولية وإلغاء روسيا صفقة تسليم إيران أنظمة دفاع صاروخي من طراز «أس-300». وقال لصحيفة «كومرسنت»: «التعاون العسكري والتقني لم يتوقف أبداً. قرار الأممالمتحدة يفرض قيوداً شديدة ويحظّر العديد من الأشياء، لكن ثمة اتجاهات يمكن أن نتقدّم فيها». وأشار الى إمكان أن يشمل هذا التعاون صواريخ أرض-جو من طراز «تور-أم1» كانت موسكو تزوّد طهران بها، و «أنظمة دفاعية أخرى مضادة للطيران لا يحظّرها قرار» العقوبات. وقال: «أعددنا لائحة، وهي طويلة جداً». في واشنطن، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إيران نجحت في تخطي المشاكل التي يواجهها برنامجها النووي. وقال لشبكة «سي أن أن»: «من الواضح انهم (الإيرانيين) عرفوا بعض التأخير في هذا المجال، وانهم يتقدمون بسرعة أقل مما كنا نتوقع». وأضاف مستدركاً: «لكن ما هو متعب هو انهم يواصلون التقدم، ويتخطون تدريجاً الصعوبات التي يواجهونها. هم لا يُحبطون أبداً». وأشار الى إمكان أن تصنع طهران قنبلة ذرية «خلال سنة تقريباً»، موضحاً أن عليها الانتظار «سنوات كي تكون قادرة على وضع سلاح نووي على صاروخ متوسط المدى».