تراجع عقود النفط الأميركي

طهران، لندن، نيويورك - رويترز - فقدت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي بعض مكاسبها الأولية أمس بعدما أظهر تقرير حكومي ان الوظائف زادت أقل كثيراً مما كان متوقعاًًًً في كانون الثاني (يناير) في تطور يُعزى جزئياً إلى عواصف ثلجية حادة ضربت اجزاء كبيرة من البلاد، لكن معدل البطالة هبط إلى أدنى مستوى له منذ نيسان (أبريل) 2009.
وفي «بورصة نيويورك التجارية» (نايمكس)، سجل سعر عقود الخام الاميركي الخفيف تسليم آذار (مارس) 91.10 دولار للبرميل، مرتفعاً 0.56 دولار او 0.62 في المئة بعدما جرى تداوله في نطاق من 90.50 دولار إلى 91.35 دولار. وكانت الاسعار مرتفعة نحو 70 سنتاً حينما ورد تقرير الوظائف ولاقت دعماً من استمرار الاضطرابات في مصر.
وبعد تراجعه صباحاً ارتفع سعر مزيج «برنت» في عقود آذار 20 سنتاً إلى 101.95 دولار للبرميل. وكان السعر لامس مستوى 103.37 دولار أول من أمس، مسجلاً أعلى مستوى خلال جلسة تداول منذ 26 أيلول (سبتمبر) 2008. وارتفع برنت أكثر من 7 دولارات منذ اندلاع الاضطرابات في مصر قبل عشرة أيام، وذلك من نحو 95 دولاراً للبرميل في 25 كانون الثاني. وتمثل الزيادة البالغة ثمانية في المئة أكثر من ثلث اجمالي الزيادة التي حققها الخام في العام الماضي بأكمله وهي 22 في المئة.
وقال محللون إن الأسعار ستظل مرتفعة على الأرجح مع استمرار الاحتجاجات. ويحتشد مصريون معارضون للرئيس حسني مبارك بأعداد كبيرة في ميدان التحرير في القاهرة للمطالبة بتنحيه عن السلطة. وأحدثت اضطرابات مصر موجات من الصدمة في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي تنتج أكثر من ثلث إمدادات النفط العالمية وذلك وسط تظاهرات في اليمن وإصلاحات في الأردن والجزائر بعد الإطاحة بالرئيس التونسي الشهر الماضي. لكن الاحتجاجات في مصر لم تؤثر في حركة السفن في قناة السويس أو على تدفق النفط عبر خط الأنابيب «سوميد»، اللذين ينقل عبرهما أكثر من مليوني برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات المكررة عبرهما في عام 2009 وفقاً لأحدث بيانات متاحة.
وفي طهران، نقل موقع وزارة النفط الايرانية على الانترنت عن مندوب ايران الدائم لدى «اوبك» محمد علي خطيبي قوله إن «في إمكان اوبك زيادة سقف الانتاج في حالة حدوث نقص في الامدادات إذا جرى اغلاق قناة السويس نتيجة الاضطرابات في مصر». وأضاف: «في الوقت الحالي نواجه في السوق العالمية فائضاً في المعروض النفطي ووفقاً للطلب الحالي على نفط اوبك فإن سقف الانتاج ملائم ولن يتغير هذا السقف إلا في حالة حدوث نقص في الامدادات».