وصلت إنفلونزا الخنازير الى لبنان «جواً»، لكن سرعة تطويقها وعزل المصابين فيها وهم ثلاثة وحتى معالجتهم، من قبل المعنيين، سمح لوزير الصحة محمد جواد خليفة بالتأكيد ان لبنان خال من هذا الفيروس. وكان خليفة اعلن أمس عن اكتشاف ثلاث إصابات بإنفلونزا الخنازير أو ما يعرف عالمياً بفيروس «أش 1 أن 1»، اثنان من المصابين هما امرأة وطفلها وصلا الى لبنان من كندا والثالث آت من إسبانيا، مشيراً الى «أن تدابير العزل والعلاج اللازمة اتخذت مع المصابين وهم حالياً بصحة جيد، والإجراءات المتخذة في مطار بيروت ستتخذ على الحدود البرية مع زيادة الطاقم الطبي في المراكز الصحية». وعقد خليفة مؤتمراً صحافياً في الوزارة، اعلن خلاله عن اكتشاف إلاصابات الثلاث، امرأة وطفلها آتيان من كندا والثالث آت من إسبانيا. واكد ان الوزارة «اتخذت تدابير العزل والعلاج اللازمة وجميع المصابين تماثلوا للشفاء». ووزع خليفة خلال المؤتمر معلومات مفادها ان سفارة لبنان في اسبانيا كانت أبلغت بتاريخ 22 أيار (مايو) الحالي الدولة اللبنانية عن حدوث حالات عدوى بفيروس إنفلونزا الخنازير في مدرسة اسبانية حيث يتدرب 25 طالباً لبنانياً، وعن عودة الطلاب إلى بلدهم، وبناء عليه استقبلت أجهزة الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية الطلاب العائدين بتاريخ 23 أيار على متن طائرة تابعة لشركة «لوفتهانزا» فتم تفقد حرارة كل الركاب وجمعت معلومات عن هوياتهم وكيفية الاتصال بهم، ووزعت كتيبات إرشادية عليهم ودواء Tamiflu للركاب وطاقم الطائرة. أما في ما يخص الطلاب فجرى تفقد حرارتهم وما إذا كانت هناك عوارض تنفسية حادة، وتبين في المطار وجود حمى عند أحدهم وخلوهم من العوارض التنفسية الحادة، وتم الحجر على الطلاب في مستشفى حكومي، وجمعت عينات من مسح البلعوم منهم وبوشر العلاج بدواء Tamiflu، وتبين إيجابية فحص PCR-RT لدى أحدهم. وتتابع وزارة الصحة صحة الطلاب لتاريخ اليوم، علماً أنهم جميعاً بصحة جيدة». وفق الوزير أيضاً، «بتاريخ 24 الجاري أبلغت طوارئ مستشفى في بيروت عن حالة مشتبهة بعدوى فيروس الإنفلونزا الجديد، وهي آتية من كندا. وبناء عليه تم جمع المعلومات وعينات من المريضة وابنها اللذين يشكوان من حمى وعوارض تنفسية حادة. وأظهر فحص PCR-RT نتيجة إيجابية، وبوشر علاجهما بدواء Tamilfu وجرى رصد المخالطين الأقرباء للحالتين للكشف عن عوارض ولا يزال هؤلاء تحت المتابعة لتاريخ اليوم، والحالتان بصحة جيدة». ولفت خليفة الى انه «لا تظهر عوارض الإصابة بالفيروس قبل فترة ربما تمتد من يومين إلى ثمانية أيام». وأكد ان لبنان «يبلغ منظمة الصحة العالمية عن الإصابات الموجودة ونؤمن للمختبرات في العالم عينات من الفيروسات الموجودة لدينا لمقاربتها مع فيروسات لديهم». وعن الإجراءات الممكن اتخاذها لمواكبة أعداد المغتربين والمصطافين الآتين الى لبنان، قال خليفة: «إن الجراثيم والميكروبات لا تحترم حدود الدول، وأي إجراء من هذا النوع سينعكس ضرراً على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في كل دول العالم، خصوصاً أن الفيروس يمكن معالجته». وأشار الى ان «الاحتياط واجب والتقيد بالإرشادات ضرورة ملزمة خصوصاً أن الذين تقيدوا بالإجراءات تم تشخيص مرضهم ومعالجة المصابين منهم»، مؤكداً «زيادة حجم الإجراءات داخل المطار لمراقبة المسافرين وعلى الحدود البرية واعتماد آلات جديدة للكشف عن حالات الحرارة التي يمكن أن تظهر لدى المسافرين». وطمأن الى ان «لبنان يملك كل الإمكانات اللازمة ولديه مخزون وطني من الأدوية تساعده على مكافحة هذا الفيروس».