اتخذت جهات صحية وأخرى أمنية إجراءات للمحافظة على سلامة النزلاء وحماية أسوار سجن ذي قار (الحوت- 400 كلم جنوببغداد) وفيه رموز النظام السابق فضلاً عن متهمين بالإرهاب. وقال مدير قسم الصحة العامة في المحافظة علي حنتوش ل «الحياة»، إن «وفداً من الهيئة الدولية للصليب الأحمر زار السجن للإطلاع على سلامة نزلائه من الناحية الصحية نظراً إلى قرارات مركزية بنقل الكثير منهم إلى سجن الناصرية المركزي أو ما يعرف بسجن الحوت». وأوضح أن «هذا العدد من النزلاء حدا بالهيئة لزيارة السجن للتأكد من نيل النزلاء الرعاية الصحية العامة والخاصة للذين يحتاجون أدوية معينة، وقد اتفقنا على تنظيم زيارات متكررة من لجان دولية للتأكد من عدم التعامل مع النزلاء بطبيعة سياسية وأن يلاقي كل سجين الرعاية اللازمة». وتابع إن «الهيئة شددت على ضرورة أن تكون هناك حصص توعية للسجناء، خصوصاً أولئك المتهمين بقضايا كبرى لأن المرحلة الحالية يجب أن تكون للتوعية أكثر مما تكون للانتقام وإشاعة روح العنف». وكانت وزارة العدل في الحكومة السابقة أعلنت عن أن في سجن الحوت عدداً كبيراً من النزلاء أكثر من طاقته بحدود الضعف، وأن أهميته تأتي لكونه المكان الذي نقل إليه معظم المتهمين بالإرهاب بالإضافة إلى من بقي من رموز النظام السابق. وأعلنت قيادة الشرطة إجراءات أمنية لحماية السجن وعزله عن المؤثرات الخارجية، وقال ل «الحياة» المقدم حسن الزيدي، إن «القيادة أعادت تحصين السجن أمنياً بما لا يترك مجالاً لإحداث خرق لتهريب السجناء، خصوصاً بعد أن تمكنت القوات خلال السنتين الماضيتين من القبض على الكثير من قادة داعش ومن الجهات الأخرى التي تساندهم». وأضاف أن «التنظيم يحاول العودة من خلال الهجمات الانتحارية في بعض المدن وهذا ما وضعناه في خطتنا لحماية السجن وهي التصدي للعمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة التي تحاول خلق ثغرة تستغلها الجماعات بعد تنفيذ العملية»، وبيّن أن «من إجراءات التحصين تدعيم الأسوار بالكاميرات وبالإسلاك كما تم اتخاذ إجراءات أخرى لا يمكن الإفصاح عنها كي لا ينتبه إليها النزلاء». وكان نائب رئيس مجلس الوزراء في عهد النظام السابق طارق عزيز توفي في سجن الحوت عام 2015 بعد نقله بأشهر إلى هناك خوفاً من اقتحام الجماعات الإرهابية السجون الموجودة في محافظات وسط العراق وإطلاق من فيها. إلى ذلك، قال قائد عمليات الرافدين اللواء علي المكصوصي في بيان، إن «القيادة وضعت سجن الناصرية المركزي ضمن خريطة الرصد الأمني التي توفرها الطائرات التي نستعين بها في الوقت الحاضر لحماية حدود المحافظة والمساحات المفتوحة كي لا تكون هناك أي محاولة للتعرض للسجن». وأضاف أن «طبيعة واجبات الحراسة والمهام الأمنية في المساحات المحيطة بالسجن قد تم تغييرها بأمر من القيادة، خصوصاً في أوقات الفطور والسحور وتكثيف التدقيق والتفتيش خلال أيام مواجهة عائلات السجناء والتأكد من كافة المواد الداخلة إلى عنابر السجناء وذلك للحفاظ على أمن السجن وسلطة القانون».