أكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن انتهاج سياسة اللاعنف يعطي مردوداً قوياً، وأن «المقاومة وضعت النضال الفلسطيني في خانة الإرهاب». وقال في محاضرة له في عمان مساء الثلثاء - الأربعاء بعنوان «الأوضاع السياسية الراهنة في فلسطين» إن «فشل مشروع المصالحة الفلسطينية في مكة عائد لتركيزه على البرنامج السياسي واستبعاده الملف الأمني». ودعا فياض العرب الى زيارة أراضي السلطة الفلسطينية حتى لو كان التصريح صادراً عن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن الأمر يأتي في باب «دعم الشعب الفلسطيني وليس التطبيع مع إسرائيل». وجدد رفضه الدولة التي يعرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقال: «إسرائيل غير راغبة في تقديم عرض مقبول لنا». وربط فياض أي تحرك ديبلوماسي فلسطيني بتحديد موقف إسرائيل النهائي من العملية السلمية، معتبراً أن الانقسام الفلسطيني الحالي يعيق إقامة الدولة المنتظرة العام المقبل. لكنه أضاف: «لا دولة فلسطينية من دون قطاع غزة». وقال: «الدولة الفلسطينيةالجديدة ليست بحاجة الى إعلان لأنها معلنة منذ عام 1988 في الجزائر وحظيت باعتراف دولي وصل الى 105 دول على رغم تآكل بعضها بسبب التطورات الدولية». وكشف فياض أن السلطة تلقت تمويلاً أجنبياً يبلغ 1.8 بليون دولار عام 2008 انخفض الى 1.1 بليون دولار العام الحالي، ما اعتبره دليلاً على قدرة السلطة على تدبير أمورها، واعداً أن تستغني موازنة السلطة عام 2013 عن أي تمويل أجنبي وتستبدله بالضرائب المحلية. وأكد جاهزيته لإعلان الدولة العام المقبل: «سيتم جعلها واقعاً يصعب على أي كان تجاهله»، واصفاً الدولة بأنها عامل توحيد للفلسطينيين. ويعتقد فياض انه يسير في الاتجاه الصحيح على رغم الصعوبات، منوهاً الى وجود ارتقاء واضح في عمل مؤسسات السلطة، خصوصاً الإدارة المالية والاقتصادية ووجود نظام مالي شفاف تثق به الدول المانحة. ولفت الى أن إسرائيل «تفّهت» موضوع تجميد الاستيطان بقولها للمجتمع الدولي إن الاستيطان قائم منذ عام 1967، وإن زيادة غرفة صيفية في هذه المستوطنة أو تلك لا يغير من الأمر شيئاً. ونوه الى أن أميركا تقف عاجزة عن الضغط على إسرائيل، واصفاً الضمانات المقدمة لإسرائيل بالخطيرة. وطلب من الإدارة الأميركية «الحصول على مواقف محددة من إسرائيل عن القضايا النهائية، وتحديداً مفهوم نتانياهو للدولة الفلسطينية التي يدعو لها». وعن برنامج حكومته، أكد فياض انه «مشروع سياسي بامتياز لأنه يضع الفلسطينيين في موقف مؤثر في العملية السياسية»، مشيراً الى انه تم الاستناد الى خطاب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن عام 2002 الذي تحدث عن الاحتلال وضرورة إقامة دولة فلسطينية، كما أنه حدد ما على الفلسطينيين فعله، لكنه وصف ذلك «بالامتحان غير العادل للفلسطينيين»، معترفاً بان «المفاوضات أسهمت في تعميق التباين في الساحة الفلسطينية لأنها فشلت في تحقيق هدفها ضمن فترة زمنية محددة». وانتقد فياض التآكل الحاصل في موقف المجتمع الدولي من العملية السلمية، في إشارة الى المطالبة بتنازلات مؤلمة من الطرفين، وقال: «اعترفنا بحق إسرائيل في الوجود في اتفاق أوسلو، وهذا الاعتراف يقاس بميزان الذهب، وقبلنا بدولة على 22 في المئة من الأرض، وهو تنازل تاريخي مؤلم، ولم يعد لدينا ما نتنازل عنه». وأكد أن حل الدولة الفلسطينية يأتي في إطار «برنامج زمني محدد وآليات تنفيذ واضحة، أهمها مسارا البناء والعملية السياسية التي ستنهي الاحتلال»، موضحاً أن مهلة عامين كافية لإقامة الدولة.