أكمل برنامج زراعة الرئة بمستشفى «التخصصي»، أخيراً 100 جراحة زراعة رئة، بعد أن تمكن من زرع رئتين لمريض في ال31، كان يعاني من فشل رئوي، واستدعت حاله البقاء على جهاز التنفس الاصطناعي أشهراً عدة. وأوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قاسم القصبي، أن الأساليب المتطورة التي ينتهجها «التخصصي» في جراحات زراعات الرئة وبما يتناسب وحال المريض، أمكنت من الوصول إلى 100 جراحة زراعة رئة مع نهاية شهر أيلول (سبتمبر) من العام الحالي 2016. ولفت القصبي إلى استفادة 100 مريض راوحت أعمارهم ما بين 13 و65 عاماً، وذلك منذ انطلاق برنامج زراعة الرئة بالمستشفى عام 2003، وأن نسب النجاح 93 في المئة، مبيناً أنها تضاهي نتائج المراكز العالمية المتقدمة في الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا. وأكد على المستوى الرفيع الذي وصل إليه برنامج زراعة الرئة في «التخصصي» بما يمتلكه من خبرات جراحية عالية التأهيل، ووحدات عناية مركزة حديثة، إلى جانب طواقم طبية، وتمريضية، وخدمات مساندة، ذوي كفاءات مميزة، كاستشاريي الأمراض الصدرية، وجرَّاحي زراعة الرئة، واختصاصيي التغذية العلاجية، والخدمات الاجتماعية، والعلاج الطبيعي، والعلاج التنفسي، ومنسقي مرحلة ما قبل الزراعة وما بعدها. من جانبه، بيّن استشاري جراحة الصدر المدير الجراحي لبرنامج زراعة الرئة وليد صالح، أن الفريق الجراحي كان أمام تحد كبير في إجراء جراحة الزراعة، نظراً إلى حاجة المريض الذي يبلغ 31 عاماً ويعاني فشلاً رئوياً مزمناً، إلى جهاز التنفس الاصطناعي والذي استمر معه أشهراً عدة. وأضاف صالح: «فصيلة المريض نادرة، من النوع (B)، وهو ما استدعى إطالة فترة بقائه على قائمة الانتظار، بسبب صعوبة الحصول على متبرع من الفصيلة ذاتها». وأشار إلى أن الفريق الجراحي بعد أن استكمل الفحوصات اللازمة للمريض، وأجرى تقويماً شاملاً للحال، وتقررت الموافقة على وضعه المريض في قائمة الانتظار مع الأخذ في الاعتبار الخطورة العالية لزراعة الرئة في مثل هذه الحالات. وزاد: «جرى إتمام جراحة زراعة رئتين للمريض بعد توافر المتبرع المناسب وتكللت بالنجاح». يذكر أن برنامج زراعة الرئة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث انتهج خلال الأعوام القليلة الماضية طرقاً عدة متطورة للزراعة، كأسلوب استئصال فصين رئويين من المتبرع المتوفى دماغياً، وزراعتهما في المريض، بدلاً من الطريقة التقليدية بزراعة رئتين كاملتين. وطبق البرنامج في زراعة الرئة تقنية تروية رئة المريض المصاب بالفشل الرئوي، التي تهدف إلى إبقاء المريض في حال مستقرة حتى يتوافر المتبرع المناسب، واستخدم البرنامج أيضاً تقنية تروية رئة المتبرع خارج الجسم، التي تقوم بإعادة تهيئة الرئة غير الصالحة للزراعة التي لا يستفاد منها بسبب وجود سوائل محتقنة داخلها، التي تبلغ نسبتها نحو 60 في المئة من حالات المتبرعين المتوفين دماغياً.