«الحياة» - اخترقت قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» الحصار حول مدينة تعز، وأعلنت أمس سيطرتها على مواقع استراتيجية في الجبهتين الشرقية والغربية، في وقت كثّف طيران التحالف غاراته على مواقع ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في محافظة الحديدة الساحلية، ومناطق أخرى في تعز وصعدة وحجة. وأكدت قوات الدفاع الجوي السعودية تأمين المناطق المأهولة بالسكان على الحدود مع اليمن بصواريخ «باتريوت». وصعّد تحالف جماعة الحوثيين وعلي صالح في صنعاء الإجراءات الانقلابية وأعلن «مجلسهم السياسي الأعلى» (مجلس الحكم) تشكيل لجنة أمنية - عسكرية عليا من أبرز القيادات الموالية لهم، فيما كشف رئيس المجلس صالح الصماد أن الأيام المقبلة ستشهد «تشكيل حكومة» في صنعاء «لسد الفراغ السياسي». إلى ذلك، أعلن وفد الجماعة وحزب علي صالح الموجود في سلطنة عمان رفضه إجراء محادثات مع مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ، قبل سماح التحالف العربي بإقلاع الطائرة التي ستقل الوفد إلى صنعاء. وجاء ذلك عقب توجيهات أصدرها الصماد. في سياق متصل، دعا ميثاق علماء ودعاة اليمن الذي تم توقيعه أمس في الرياض، إلى الحفاظ على توحيد الصف واجتماع الكلمة وتنسيق الجهود لحماية الدعوة من التصدعات الداخلية والمؤامرات الخارجية، ووضع آلية للتعامل الشرعي مع مسائل الخلاف، وتحقيق التعاون والتكامل لنصرة الدين وترسيخ مبدأ التناصح والتحاور بالتي هي أحسن، وكذلك السعي إلى تقارب الرؤى ووجهات النظر بين الهيئات العلمية والأحزاب السياسية والجمعيات الخيرية بما يحقق مقاصد الدين ومصالح الأمة العامة والخاصة. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من خلال برنامج «التواصل مع علماء اليمن» الذي تشرف عليه، استضافت حفلة توقيع الميثاق بمقر الوزارة في الرياض. وشدد الميثاق على مراجعة وتطوير مناهج التعليم وأساليب التربية لدى المدارس الدعوية، وتهيئتها على هدي الكتاب والسنة بما يساعد على بناء جيل متمسك بالحق، بعيد عن التعصب المذموم بجميع صوره. وأكد الميثاق على تعزيز منهج الوسطية والاعتدال بالمعنى الشرعي في طلب العلم والتعليم ووسائل التربية والدعوة إلى الله عز وجل، مع التحذير من الإفراط والتفريط. ميدانياً، أعلنت القوات الحكومية في تعز أنها استكملت السيطرة على مناطق «التبة السوداء في جبهة الضباب وتحرير جبل الهان الإستراتيجي وتبة المقبانة وأكمة الصياحي»، ما يعني استعادة السيطرة على المنفذ الغربي للمدينة وفك الحصار عنها جزئياً. كما أعلنت تأمين منطقة «صالة» في الجبهة المقابلة وصد محاولات الحوثيين استعادتها. وقال الناطق باسم الجيش اليمني سمير الحاج في تصريحات على حسابه الرسمي في «فايسبوك» إن «الجيش والمقاومة الشعبية استكملا السيطرة على المنطقة الغربية من تعز، ولم تبقَ إلا مواقع صغيرة يسيطر عليها الحوثيون». وذكر «أن الجيش الوطني والمقاومة يقتربان من القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات»، مشيراً «إلى أن المرحلة الأولى من معركة تطهير تعز اكتملت بنجاح، وسيُعلن فتح خط «الضباب» خلال الساعات المقبلة». وتزامنت انتصارات القوات الحكومية في تعز مع تقدمها في جبهات «نهم» شمال شرقي صنعاء، حيث ما زالت المعارك المستمرة منذ أيام على أشدها بين الجيش والمتمردين الحوثيين وقوات علي صالح. إذ أفادت المصادر الحكومية بأن قوات الجيش تدعمها المقاومة وقوات التحالف «تمكنت من تحرير جبلي الكحل والقتب إضافة إلى استعادة موقع البياض الإستراتيجي»، بعد معارك وغارات لطيران التحالف قُتِل خلالها عشرات المتمردين في منطقتي «مسورة» و «محلي». وفي محافظة الحديدة الساحلية (غرب) أفادت مصادر عسكرية بأن طيران التحالف شن غارات على مواقع المتمردين في «معسكر أبي موسى الأشعري» في مديرية الخوخة. واستهدفت غارات أخرى المطار الحربي في مدينة الحديدة (مركز المحافظة) ومعسكر قوات الأمن الخاصة، ومعسكر الدفاع الجوي. إلى ذلك، قال القائد في قوات الدفاع الجوي في منطقة نجران العقيد ياسر القحطاني، في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية، إن «المناطق الحيوية والآهلة بالسكان في مدينة نجران مؤمّنة بمنظومة صواريخ باتريوت ومزوّدة رادارات لمراقبة الأجواء واكتشاف الصواريخ التي قد تطلق على المنطقة وتدميرها في شكل دقيق». وزاد أن «الدفاعات الجوّية السعودية أثبتت كفاءتها وقدرتها على تدمير الصواريخ الباليستية التي يطلقها العدو على أراضي المملكة».