الاستخبارات الاميركية تنقل جواسيسها الروس الى «مكان آمن»

واشنطن - أ ف ب، رويترز – اعلنت فرانسيس تاونسند، مستشارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، ان السجناء الروس الثلاثة الذين وصلوا الى واشنطن أول من امس في اطار عملية تبادل الجواسيس غير المسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة عام 1991 سينقلون الى «مكان آمن» للخضوع لاستجواب.
وتعتقد وسائل اعلام اميركية وبريطانية ان سجيناً رابعاً اطلق ضمن الصفقة بقي في بريطانيا.
وقالت لمحطة «سي ان ان»، غداة انجاز عملية التبادل في فيينا والتي شملت ايضاً 10 جواسيس روس اعتقلتهم السلطات الاميركية على اراضيها في نهاية حزيران (يونيو) الماضي: «ستتولى عناصر استخباراتية استجوابهم لمعرفة نوع الاسئلة التي طرحها المسؤولون الروس عليهم وكيفية التعامل معهم، وتحضيرهم لحياتهم الجديدة بهويات مختلفة». واوضحت ان الاستخبارات الاميركية قد تعرض علىهم مسكناً ومساعدة مالية.
وكشف البيت الابيض اول من امس ان الرئيس الاميركي باراك اوباما تبلغ شخصياً في 11 حزيران بوجود شبكة جواسيس تعمل لحساب روسيا وترأس اجتماعاً لمجلس الامن القومي من اجل مناقشة القضية في 18 حزيران، وذلك قبل نحو اسبوعين من استقباله الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في واشنطن.
وقال ناطق باسم الرئاسة الاميركية رفض كشف اسمه ان البيت الابيض علم بوجود هؤلاء الجواسيس على الاراضي الاميركية منذ شباط (فبراير) الماضي، اي قبل وقت طويل من اعتقالهم في 27 حزيران. وروى ايضاً كيفية الاتفاق على عملية التبادل قائلا إن «واشنطن اعدت لائحة باربعة اشخاص كان يجب ان يفرج عنهم الروس لأسباب انسانية وصحية، وعرضت على الروس عبر مدير سي آي أي ليون بانيتا»، لكنه لم يشر الى اسم المسؤول الروسي الذي تفاوض معه بانيتا في شأن عملية التبادل.
على صعيد آخر، اعلنت وفاة سيرغي تريتياكوف المدير المساعد لمكتب اجهزة الاستخبارات الروسية في نيويورك بين عامي 1995 و2000، قبل ان يسلم نفسه الى الولايات المتحدة مقراً بأنه ساعد خلال الاعوام الخمسة التي قاد خلالها شبكة التجسس الروسية في الامم المتحدة في تحويل 500 مليون دولار الى موسكو، خصوصاً عبر برنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي كان مخصصاً للعراق.
واوضحت زوجته واصدقاؤه ان تريتياكوف الذي اعتبره مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) «الجاسوس الاكثر اهمية بالنسبة الى الولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي» توفي في 13 حزيران، علماً ان اشاعات سرت حول الدور الذي يمكن ان يكون قد اضطلع به تريتياكوف على صعيد تزويد الاميركيين معلومات عن هوية الجواسيس الروس.
ولكن خلال اعلانها وفاته، اكدت ارملته هيلين تريتياكوف ان زوجها لم يرتبط بالأشخاص المعتقلين.