بيادر - جدار الصمت

32 منتخباً وصلت لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، أتت كافة بفرح التأهل للعرس الكروي الكبير بعد أن خاضت تصفيات قارية شاقة، وانتزع كل منتخب بطاقة الترشّح للنهائيات بالجهد والعرق والتعب.
32 منتخباً تشارك في النهائيات تتوالى صدمات خروجها كأوراق الخريف، وبين صدمة وصدمة تأتي درجة الألم والحسرة، فبين متألم حد الوجع ومتألم حد شق الجيوب ولطم الخدود، وبين خاسر بشرف غادر مرفوع الرأس بعد عطاء متقد وحظ يفلق الصخور.
صدمة الخروج المر متفاوتة من منتخب إلى آخر، فسقوط البرازيل مفجع ووصل لوفيات وانتحارات وسخط عارم وموت بطيء للبطولة فنياً وجماهيرياً، وسقوط أرجنتين مارادونا ومسي مذهل ومذلّ برباعية من الماكينة الألمانية التي لا ترحم أبداً، وخروج جنوب أفريقيا يعني ضياع حلم سنوات راح أدراج الرياح، وخروج غانا بالحظ والغرور والكبرياء.
الوصول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم تصاحبه فرحة طاغية، والخروج من هذا الشرف متدرج من القارة بشكل مختصر، ثم من نافذة العالم التي يطل منها عشاق هذه الكرة المدورة على النهائيات بثوبها الأنيق.
تساقطت المنتخبات كأوراق الخريف، وخرجت المنتخبات في موكب جنائزي حزين، وبقي فرسان منتخبات تبحث لها عن شرف الوصول للمباراة النهائية لا تضمن لها السلامة من صدمة السقوط في ليلة التتويج، وصدمة فشل منتخبنا السعودي بعدم بلوغ نهائيات كأس العالم في النسخة الحالية مؤلمة جداً، وصدمة سقوط منتخب مصر أفضل منتخب عربي وأفضل منتخب أفريقي بدليل حصوله على بطولة أمم أفريقيا في النسخ الثلاث الماضية أكثر ألماً وحسرة، وخروج منتخب إنكلترا بتلك الصورة محبط لكابيلو وعشاق الكرة الإنكليزية، وسقوط منتخب فرنسا ثم «بطل العالم» منتخب إيطاليا ترك مساحة كبيرة من الحسرة على عشاق الكرة الفرنسية والإيطالية، أما نكسة الكرة اللاتينية خلال 24 ساعة بخروج السامبا البرازيلية ثم الأرجنتينية فحدّث ولا حرج.
سقوط ليلة التتويج أكثر مشاهد الألم والحسرة، لأن تحقيق اللقب بقيت عليه خطوة العمر، وفجأة يتسرّب الحلم ويتحول إلى كابوس، بينما يترقى على الطرف الآخر المنتخب البطل وأنصاره في مشهد فرائحي لا يتكرر كثيراً.
كل المنتخبات التي تبدأ البحث عن الوصول للنهائيات والمنتخبات كافة التي تصل للنهائيات لا بد أن تتعرض للصدمة، ولا ينفذ من هذه الصدمة سوى الفريق البطل، والبقية يسكبون الزيت على النار مع تنكيء الجراح أو الركون لجدار الصمت فغداً يوم جديد.
Alhammadi384@hotmail.com