المزج بين الأجيال من سمات معرض الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافي «رؤى ضوئية» الذي افتتح أخيراً في قاعة الفنون في المكتبة الموسيقية في دار الأوبرا المصرية ويستمر حتى 19 الجاري. اللافت في المعرض، عدم تحديد موضوع واحد، على خلاف المعارض السابقة للجمعية، وقد ترك العنان لكل مصور للانطلاق بالكاميرا ليلتقط ما يعبر عن ذاته لتمتزج الرؤى الضوئية الحديثة بالقديمة في أكثر من 100 لوحة. وتم تقييد كل فنان بحجم الصورة إذ لا يزيد على 30 ×40 سم ولا يزيد حجم الإطار الخارجي على 50 ×60 سم. ويظهر الهدف من هذا التحديد جلياً من خلال عدد المشاركين في المعرض والذي يزيد على 60 مصوراً (صورتان لكل مصوّر)، وبالتالي تتوافر مساحة للعرض من خلال تحديد مقاس الصورة. يُقسم المعرض الى قسمين، صور تنتمي الى الجيل القديم وأخرى الى الجيل الجديد. ويعد يوسف مظهر من أهم رواد الجيل القديم الذي تتميّز صوره بوحدة المضمون والأسلوب. وفضل المصور عبدالفتاح حامد أن يتوحد مضمون لوحاته أيضا في صورتيه حيث ركز فيهما على مزج الألوان. ففي الأولى يُظهر الغروب بألوانه المتدرجة الأحمر ثم البرتقالي فالأصفر. وفي الثانية تنورة راقص تتشابك فيها وحدة الضوء مع وحدة السرعة في لقطة واحدة. أما أحمد الرقاوي فاختار أسوان لتكون محور صوره بمعالمها ونيلها الأزرق بقواربه المستكينة. وتميزت صور الجيل الجديد بتحرّرها من قواعد التصوير (ظلال أو إضاءة)، ليتبيّن أنه لم يتمتع بتربية فوتوغرافية مماثلة لتلك التربية التي نالها الجيل القديم. ويظهر ذلك في تحررهم من وحدة الموضوع. ومن أبرز الأمثلة لقطات الشاب عمرو الكاشف والتي كان أولها لقطة لمجموعة من الزهور يظهر فيها تعدد الألوان ما بين الأحمر والوردي والبنفسجي والأصفر، واللقطة الأخرى لأحد الشلالات الصناعية في حديقة الأزهر تظهر فيها الخضرة بشكل كبير. وحاول محمد حيدر المنتمي الى مصوري الجيل الجديد أن يوحد مضمونه بعض الشيء، ولكن بطريقة مختلفة من خلال لقطته الأولى وهي صورة المسرح الكبير للأوبرا، في حين كانت لقطته الأخرى عن الأوبرا أيضاً ولكن لممرّ تظهر فيه شجرتان تجعلان اللون الأخضر مُهيمناً. يذكر أن «الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافي» تأسست عام 1947، وأقامت الكثير من المعارض والمسابقات العامة لكل الفئات منذ 1957. كما أقامت أول معرض قومي للتصوير الفوتوغرافي عام 1958.