أعادت الصور الجماعية في صفحة «مناسبات» لإحدى الصحف الورقية المحلية، الذاكرة لنورة التي احتفلت بزواجها قبل خمسة عشر عاماٌ، بحضور والدتها وأخواتها الصغيرات فقط، في حين سافر والدها العم عبدالعزيز تهرباٌ من حضور فرح أبنته الكبرى، وأكتفى إخوانها الأربعة بتهنئتها قبل خروجها من المنزل إلى قاعة الزفاف. هذه العادة الاجتماعية التي لا تزال بعض الأسر تلتزم بها، حرمت نورة من تواجد والدها وأخوتها في حفل زفافها، فيما يستعد الآن والدها العم عبدالعزيز لتوزيع رقاع الدعوة لحضور حفل زفاف أبنته الصغرى، بعد اندثار عادة «إستعابة حضور زواج البنت أو الاخت» عند أبناء قبيلتهم، إذ لم تكن نورة الحزينة الوحيدة من بنات جيلها جراء هذه العادة، في حين ظلت بعض من الأسر السعودية والخليجية تتقيد بهذه العادة لسنوات عدة، ورغم اعتقاد الكثير من الأشخاص باندثار مثل هذه العادات والتقاليد، إلا أن بعض الأسر لازالت تتمسك بها، في الوقت الذي تحرص فيه الأسر السعودية والخليجية في حفلات زفاف أبنائهم على التقاط صور جماعية تجمع بين العروسين ووالديهما كذكرى توثق لهذه المناسبة، إلا أن بعض الأسر تعتقد أن حضور الأخ لزفاف أخته، والأب لزفاف ابنته «عار» يستعاب به، خاصة وإن كان عريسها من قبيلة أخرى، إذ في الغالب يكتفى في مثل هذه الزيجات بإعداد وليمة عشاء يحضرها العريس وأهله. في ظل اختلاف العادات في حفل الأفراح من أسرة لأخرى، أثار طرح أحد مغردي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" استعجابه من دعوة زميل لهم في العمل لحضور زفاف أخته، جدلا واسعا حول موضوع الدعوة، اذ أشار المغرد إلى استعجابه من تفاخر زميله بزفاف أخته ودعوة زملاءه، لافتاٌ إلى أن هذه الدعوة تخالف التقاليد الاجتماعية لكثير من الأسر المحافظة، ما أثار غضب العديد من المغردين، في حين أفصح عدد من الشباب عن رغبتهم في مشاركة أخواتهم فرحة زفافهن، لكن «الأعراف العائلية» تحتم عليهم غير ذلك. سارة الحميد إحدى عروسات العام الهجري الجاري، والتي احتفلت بزواجها وسط حفل عائلي كبير في إجازة منتصف العام الدراسي حضره جميع أفراد أسرتها وصديقاتها، قالت في حديثها ل «الحياة» أثار حضور والدي وإخوتي لحفل زفافي الذي وثقته الصور ونشر في صفحات المناسبات على المواقع الإلكترونية والصحف المحلية استغراب عدد من زميلاتي في الجامعة، واللاتي أكدن استحالة حضور أهاليهم من الرجال لزفافهن وذلك بحجة العادات والتقاليد، وأضافت سارة : تعجبت فعلاٌ من وجود مثل هذه العادات خاصة وأن إحدى زميلاتي احتفلت مع آختها الوحيدة في حفل زفاف واحد إلا أن والدهما لم يحضر ذلك الحفل. أما ابراهيم محمد أحد المتفاعلين مع هذه «القضية» قال ل «الحياة» "كنت ومنذ صغري أتمنى حضور فرح أخواتي الثلاث، ومشاركتهن هذه الفرحة مثلما فعل بقية أصدقائي، لكن ورغم عدم قبولي لهذه العادة، إلا أن عادات قبيلتي الاجتماعية تحتم علي الالتزام بمثل هذه الاعراف والاكتفاء بنقدها بعيداٌ عن العائلة. بدوره : أكد الإخصائي الاجتماعي والأستاذ الأكاديمي الدكتور أسامة الحريري وجود بعض العادات الاجتماعية الغير منطقية في بعض القبائل والأسر، وأوضح ل «الحياة» هناك بعض الأعراف التي لاتزال تتحكم في المنظور الشخصي للفرد، ومشاعره الخفية، رغم عدم منطقيتها ومخالفتها للشرع الإسلامي، ومعارضتها الواضحة للدين، منها عادة تحرج الرجل من حضور زفاف أخته أو أبنته أو إحدى نسائه، لافتاٌ إلى أن الانغلاق الفكري لبعض القبائل وتمسكهم الغير مبرر لعاداتهم قد تقودهم إلى مخالفات شرعية. وأضاف الحريري : ربما مع مرور الايام تندثر مثل هذه العادات الغير منطقية وإن كان هناك مانع حقيقي أو شرعي لحضور الرجل زواج إحدى بناته