لعبت الاتصالات الماراتونية التي جرت طيلة يوم أول من أمس، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، الأثر الكبير في تهدئة التوترات التي نتجت من وصول رئيس المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني فائز السراج إلى قاعدة طرابلس البحرية على متن الطراد «مرسيط» التابع للسلاح البحري الليبي وتحت حماية الفرقاطة الليبية «أبرار». وأفادت مصادر «الحياة» بأن حكماء من مختلف المدن في غرب ليبيا والمجلس العسكري في مصراته لعبوا دوراً بارزاً في تهدئة التوترات بين مؤيدي حكومة الوفاق ومعارضيها. وصرّح فتحي باشاغا عضو البرلمان عن مدينة مصراتة، المقاطع له منذ ما قبل التوصل إلى اتفاق الصخيرات، إلى «الحياة» أن «الأمور على رغم ما يعتريها من بطء محدود، تسير في شكل مطمئن والاتصالات والمشاورات في سبيل الوصول إلى توافق يجنب البلاد ما يعكر صفو الوئام واللحمة الوطنية». أما محمد صوان رئيس حزب «العدالة والبناء» الإسلامي، أحد موقعي اتفاق الصخيرات فقال ل «الحياة»: «نحن كنا طرفاً في اتفاق الصخيرات من أجل المصلحة الوطنية، ورأينا ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية، وسعينا مع الآخرين من أجل الوصول إلى حل توافقي أثمر التوصل إلى اتفاق سياسي شكّل على ضوئه مجلس رئاسة وحكومة وفاق، لكن المتشددين من أمثال نوري بوسهمين (رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته) ومَن يقفون وراءه يعارضون ذلك». في المقابل، أبلغ المستشار الإعلامي في مجلس النواب المعترف به دولياً في طبرق فتحي المريمي، «الحياة» بأن «الأمور تسير في اتجاه عقد جلسة للبرلمان لمنح الثقة خلال أيام استجابةً للدعوة التي وجهها رئيس البرلمان عقيلة صالح، مشيراً إلى أن «صالح يقف على مسافة واحدة من كل الآراء تجاه موضوع حكومة الوفاق ومنحها الثقة. وهو يستجيب كل المبادرات المتعلقة بالحلحلة وآخرها مبادرة الحكماء وقيادات المجتمع المدني من غرب ليبيا الرامية إلى التوفيق بين الفرقاء بما يكفل الحرص على مصلحة ليبيا وأمنها». ميدانياً، شُددت إجراءات الأمن حول قاعدة طرابلس البحرية أمس، لحماية حكومة الوفاق، بينما أحاط جنود مدججون بالسلاح بالقاعدة مدعومين بعربات مدرعة وشاحنات تابعة للشرطة تحمل مدافع ثقيلة. ولم يخرق الهدوء سوى قيام مجموعة مسلحة باقتحام مقر قناة «النبأ» القريبة من سلطات طرابلس وطرد موظفيها وتوقيف بثها. وكانت القناة بثت بياناً متلفزاً لرئيس حكومة طرابلس، غير المعترف بها دولياً، خليفة الغويل دعا فيه السراج إلى مغادرة المدينة، واصفاً إياه ب «المتسلل غير الشرعي». ويخشى سكان في طرابلس أن يؤدي دخول حكومة الوفاق مدينتهم إلى مواجهات بين المجوعات المسلحة الموالية للسلطات الحاكمة فيها والجماعات المؤيدة لحكومة السراج.