أصيب أسيران فلسطينيان نتيجة اعتداء قوات خاصة تابعة لمصلحة السجون الاسرائيلية أثناء اقتحامها قسم الوحدة الوطنية في سجن «عوفر» قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، في وقت واصل الفلسطينيون احياء «يوم الأسير» الفلسطيني في أجواء من الوحدة الوطنية غير المسبوقة خلال سنوات الانقسام الاخيرة. واقتحمت ثلاث فرق عسكرية متخصصة في قمع الأسرى، هي وحدات «متسادا، ودرور، ونخشون) القسم الرقم 6 المعروف بأنه قسم الوحدة والوطنية الذي خصصه أسرى «فتح» و «حماس» للعيش المشترك. وعاث أفراد الفرق الثلاث في القسم فساداً وحطمت محتوياته، قبل أن ينسحبوا بعدما استنفر الأسرى في بقية أقسام السجن. وقال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش إن «الاعتداء من جانب هذه القوات الساديه أسفر عن إصابة أسيرين من قسم الوحدة والعيش المشترك بين فتح وحماس هما ماهر خمايشه وهشام غنيمات اللذان نقلا إلى المستشفى بعدما تصديا لاستفزازات القوات الخاصة». وأضاف أن «حالاً من التوتر والاحتقان سيطرت على المعتقلين، وأعلن الأسرى حال الاستنفار القصوى، وهددوا بتصعيد شديد وعنيف إن لم تنسحب هذه القوات من السجن فوراً. وأوضح أنه «بعد الانسحاب، أعلنت إدارة السجن حرمان أسرى غرفتي 8 و 9 من الزيارات مدة شهر كامل». وأشار الى أن «هذه الأعمال الوحشية» وقعت الجمعة الماضي «بعدما اجتمع مدير مصلحة السجون الاسرائيلية، ومدير لواء الجنوب مع ممثلي المعتقلين في سجن عوفر، وحاولوا ثنيهم عن المشاركة في الإضراب عن الطعام مع بقية السجون، مع وعد بمنحهم امتيازات خاصة، الأمر الذي رفضه الأسرى في شكل قاطع وأكدوا تمسكهم بتضامنهم مع الأسرى في كل المعتقلات، وأنهم جزء من الحركة الأسيرة في كل السجون». ونسب مركز أحرار الى أحد قادة الحركة الأسيرة في سجن «عوفر» هاني أبو السباع قوله إن «استهداف قسم الوحدة (الوطنية) بهذه الوحشية له دلالات كبيره وكثيرة، فمصلحة السجون منزعجة من هذا النموذج وتخشى من تعميمه، وتوحي لمن يعيش بهذا القسم انه سيكون على الدوام مستهدفاً حتى تثني الأسرى عن العيش فيه». الى ذلك، نظمت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» اعتصاماً تضامنياً مع الأسرى رفع خلاله المعتصمون صوراً للأسرى والأمين العام للجبهة أحمد سعدات وأعلام فلسطين ورايات الجبهة الحمراء. وردد المعتصمون هتافات تضمنت التحية للأسرى على صمودهم في وجه ممارسات الاحتلال، وأضاؤوا الشموع، وألقوا أشعاراً تمجدهم وتحضهم على الصمود. ودعا عضو اللجنة المركزية للجبهة في قطاع غزة محمد مكاوي إلى حشد «الطاقات والقوى الفلسطينية والعربية والتحررية في العالم للضغط على الكيان الصهيوني للإفراج الفوري عن الأسرى واعتبار استمرار اعتقالهم منافياً للاعراف الدولية والانسانية». وطالب الاممالمتحدة «بتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالأسرى على العدو الصهيوني، وحماية المدنيين زمن الحرب، وتجريمه واعتباره خارج الإجماع الدولي، وتقديم قادته الى محاكمات دولية كمجرمي حرب وعدم استقبالهم في أي دولة تحترم حقوق الإنسان أو وقعت على وثيقة جنيف (الرابعة)، وبحث إمكان طرح مشاريع قرارات دولية في الجمعية العامة للامم المتحدة وفي مجلس الامن او أي مؤسسة دولية مختصة تدعو الى الإفراج عن الأسرى ارتباطاً بالقانون الدولي». وشرح مكاوي مناسبة «يوم الأسير» الفلسطيني «والذي شهد خروج أول أسير فلسطيني من سجون الاحتلال في عملية تبادل تمت عام 1997، وهو الأسير محمود بكر حجازي، والذي اعتبرته منظمة التحرير الفلسطينية يوماً للأسير الفلسطيني لما لهذه القضية من أهمية في نضالنا الطويل ضد العدو الصهيوني الذي اغتصب أرضنا، ليتم إحياء هذا اليوم في كافة أماكن وجود الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ولتأكيد حقنا في الحرية والاستقلال وبطلان العدوان الصهيوني عليه، وخلق اكبر جبهة مساندة لنضال شعبنا وحقوقه المشروعة».