مشاهدة نجوم الغناء والتحدث إليهم أو حضور حفلاتهم، أصبح من أحلام الشباب العراقي. ويقول شبان في البصرة إن التقاط صورة مع نصير شمه أو حضور حفلة لكاظم الساهر أو لشذى حسون «حلم يحتاج إلى تغيير وضع العراق لكي يتحقق»! بلاد خالية من نجومها الذين لا يتواصلون مع أبناء شعبهم إلا من خلال شاشات التلفزيون والأقراص المدمجة ومواقع الإنترنت، ما جعل بعض الشباب العراقي يتابع مباريات كروية لأندية عربية كون أحد لاعبيها عراقياً، أو يشاهد مهرجانات خارجية منتظراً موعداً مع الفنان العراقي. وتبرز هذه الظاهرة في المقاهي والكازينوات التي تعرض مباريات لأندية عربية تضم لاعبين عراقيين مثل الدوري القطري حيث يقول صاحب مقهى الملوك في العشار طه حامد: «عندما يحين موعد مباراة نادي الغرافة القطري والذي يلعب فيه المهاجم يونس محمود، تجد المقهى مكتظاً لمتابعة المباراة حتى أنني أملك الآن جدول المباريات الخاصة بالدوري القطري». ويضيف: «قد لا تجد طاولات فارغة في المقهى عندما تكون هناك لعبة مهمة للغرافة». ويتابع: «الجمهور يحزن لخسارة هذا النادي ويفرح لفوزه وبالطبع سيكون الفرح أكبر في حال كان اللاعب العراقي سبب الفوز». ويبين أن «كل ذلك بسبب انحسار الفاعليات الرياضية في العراق عما كانت عليه في السابق». ويقول مدير كازينو النخيل علي عبود: «تتغير رغبات الزبائن تبعاً لانتقالات اللاعبين العراقيين بين الأندية». ويوضح: «حين انتقل اللاعب نشأت أكرم إلى نادي تفنتي الهولندي، بدأ الزبائن يُطالبونني بأن أوفّر لهم فرصة مشاهدة مباريات هذا النادي». ويقول عمار صباح ( 27 سنة) ل «الحياة» انه يحب نصير شمه عازف العود الشهير، «أستمع لمقطوعاته الموسيقية دائماً وأحتفظ بصوره. ولكنني أتساءل هل سيأتي يوماً لألتقط صورة معه وهو ابن بلدي»؟ ويضيف: «أحياناً أدخل الى مواقع إلكترونية مثل «فايسبوك» وغيرها، فأجد شباباً من جنسيات مختلفة يعرضون صورهم مع نصير شمه، ولكننا نحن العراقيين لا نستطيع أن نلتقي به بسبب الظرف الأمني في العراق». وتتحدث علا محمد (24 سنة) عن كاظم الساهر مشيرة الى أنه «غادر العراق قبل سنوات من الحرب الأخيرة عام 2003 أي أنه لم يغن في العراق منذ أكثر من 12 سنة، ولم يدخل بغداد حتى هذه اللحظة. فهل من المعقول أن يكون هناك فنان كبير مثل الساهر ولم يُقم حفلة في بلاده لأكثر من عقد». وتفيد بأن «هناك فنانون عراقيون اشتهروا خارج العراق وبدأت شعبيتهم تتراجع ولم نشاهدهم وجهاً لوجه». وتضيف زميلتها في الجامعة سمية غالب: «إننا نشاهد أحياناً فنانينا وهم يغنون أغنيات بلهجة البلد الذي يسكنون فيه حالياً ويقلون في أغانيهم العراقية بعدما طالت هجرتهم». وتأمل سمية وأصدقاؤها بأن «تنظر الحكومة الجديدة في موضوع عودة الفنانين والنجوم إلى البلاد أو حتى تهيئة زيارات وحفلات لهم. فذلك سيعتبر إشارة لعراق جديد فعلاً».
