في اختتام المؤتمر ال18 للاتحاد العام للآثاريين العرب، نوَّه المشاركون بالجهود التي يبذلها الاتحاد من أجل توحيد الرؤى المنهجية والمعرفية للباحثين العرب خدمة للتراث العربي، ونددوا بما تتعرض له المعالم والمواقع الأثرية من تعديات في أنحاء مختلفة من العالم العربي، بخاصة المسجد الأقصى وفي سورية والعراق وليبيا واليمن. كما دعوا إلى تأليف لجنة مختصة من المؤرخين والآثاريين والمعماريين لإنجاز بحث يوثق المعارف التاريخية والأثرية والمعمارية والفنية الخاصة بالمسجد الأقصى ورصد التعديات التي يتعرض لها والأخطار التي تحدق بوجوده. وأوصى المؤتمر بتشكيل لجنة متخصصة متطوعة تضم فريقاً ممثلاً لكل الدول العربية، تحمل على عاتقها المساهمة في تقديم اقتراحات تسجيل وصيانة وترميم المعالم والمواقع الأثرية في الوطن العربي تكون تحت تصرف الاتحاد وجامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وشددت التوصيات على ضرورة الانفتاح أكثر على مختلف المؤسسات العاملة في ميدان التراث الثري في العالم العربي وربط علاقات تواصل بينها وبين الاتحاد من أجل فتح آفاق نشاط الاتحاد ودعمه مادياً ومعنوياً، أيضاً طالبوا بتشكيل لجنة متخصصة لمراجعة قانون حماية الآثار وتقديمه كمشروع موحد لدراسته في الجامعة العربية بقصد تعميمه على مختلف البلدان العربية، وإشراك المؤسسات الإعلامية في أشغال المؤتمر، وإنشاء موقع إلكتروني ليكون منبراً إعلامياً وعلمياً خاصاً بالاتحاد تنشر فيه مختلف نشاطاته العلمية ومساهماته العملية في خدمة التراث العربي. فعاليات مؤتمر الأثريين تضمنت إقامة معرض تكريماً لعالم الآثار السوري الراحل الدكتور خالد الأسعد، الذي لقى حتفه على يد تنظيم داعش الإرهابي بمدينة تدمر السورية، وضم المعرض 13 لوحة لعدد كبير من المخطوطات التي قام الأسعد برسمها، أبرزها خريطة لفترة ميلاد المسيح عليه السلام، وانتشار الآراميين، ومخطوطة لمعركة نقش آفس والمعروفة ب»زكور» والتي دارت في جنوب مدينة حلب. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أشار رئيس الاتحاد الدكتور علي رضوان إلى «أننا في محنة ليس لها مثيل، ولم تشهد آثارنا وتراثنا أياماً حالكة السواد مثل هذه الأيام حيث يدمر التراث في سورية، ليبيا، اليمن، العراق، بالإضافة إلى ما يجرى في فلسطين تحت غطاء دولي صباحاً ومساءً». ودعا إلى تشكيل فريق عمل من الآثاريين العرب للتوجه للجامعة العربية ومخاطبة منظمة اليونسكو للدفاع عن التراث العربي، وتأكيد أن العالم العربي على علم بالمخطط الذي يستهدف تدمير الهوية العربية والتراث العربي. ولفت الأمين العام لاتحاد الآثاريين العرب الدكتور محمد الكحلاوي إلى أن هناك استنزافاً يومياً لتراث الوطن العربي، و»على الجانب الآخر يترقب العدو الصهيوني لحظة الانقضاض على المسجد الأقصى بمساعدة اليونسكو لبناء هيكل سليمان المزعوم». وأضاف أن ما يفعله العرب اليوم بتراثهم لم يفعله عدوهم على مدى التاريخ، «إذ أن تدمير بغداد على أيدي التتار، وتدمير فلسطين بأيدي الصليبيين أخف وطأة مما نراه اليوم، لذلك من الضروري قراءة الأحداث التي يمر بها وطننا والآثار خير شاهد على ذلك». وكرّم الاتحاد عدداً من الأثريين، وقد مُنح عالم الآثار الراحل الدكتور خالد الأسعد جائزة د. محمد صالح شعيب لخدمة التراث الحضاري، ونال جائزة الاتحاد العام للآثاريين العرب في مجال التفوق العلمي لشباب الآثاريين كل من: الدكتور أحمد حسين عبدالرحمن من السودان، والدكتور عبدالقادر دحدوح من الجزائر، والدكتور وليد علي محمد من مصر. بينما نال الدكتور حسن محمد نور من مصر جائزة الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري التي تمنح لأفضل عمل علمي يتناول علاقة الوطن العربي بشبه الجزيرة العربية في مجال الآثار والحضارة. كما كرم الاتحاد، من الدكتورة فايزة هيكل، بإهدائها درع الاتحاد، والدكتورة ميرفت سيف الدين- جامعة الإسكندرية جائزة الاتحاد التقديرية، والدكتورة سهير زكي حواس جائزة الاتحاد للجدارة العلمية. ومن الأبحاث التي نوقشت في المؤتمر: «البيت العربي في جدة وحلب والجزائر-دراسة مقارنة» الدكتورة لطيفة بورابة- الجزائر، «مكة أقدم مدينة في التاريخ» الدكتور محمد بهجت قبيسى- سورية، «موانئ البحر الأحمر السودانية المبكرة، وعلاقتها بالجزيرة العربية» الدكتور أحمد حسين عبدالرحمن- السودان، «الطوطمية بين السحر والدين في عصور ما قبل التاريخ بأفريقيا» الدكتورة زينب عبدالتواب- مصر، «شبه الجزيرة العربية في النصوص الإغريقية واللاتينية: جغرافية سطربوان، والتاريخ الطبيعي لبلينوس الأكبر نموذجاً» الدكتور مصطفى غطيس- المغرب، «المثلثات الجدرانية- تراث أثري معماري مشترك بين الجزيرة العربية والصحراء الكبرى بأفريقيا» الدكتور أحمد بن مولود- موريتانيا، «الأعمال المعمارية الدينية للسلطان شاهجهان في إقليمي السند والبنجاب» الدكتور محمد علي عبدالحفيظ- جامعة الأزهر، «الدور الذي لعبته الحيوانات في السخرية السياسية في مصر القديمة في عصر الدولة الحديثة- دراسة من خلال البردي وشقفات الفخار» الدكتورة منال عفارة، الدكتورة عزة عزت- مصر، «المسارح الرومانية في الجزائر القديمة» الدكتورة رضا بن علال- الجزائر، «وسائل تأريخ عملات جنوب شبه الجزيرة العربية من القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي» الدكتورة إيمان عبدالخالق- مصر، «تصوير ذوي الاحتياجات الخاصة على الرسومات والمنحوتات في فترتي الإمبراطورية اليونانية والرومانية» الدكتورة سائدة عفانة - الأردن.
