قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الاثنين) إن الخطاب المناهض للمهاجرين في الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية «ليس أميركياً»، مستهدفاً بذلك من دون أن يسميه، البليونير دونالد ترومب المتصدر استطلاعات الرأي في المعسكر الجمهوري. وأضاف أوباما في حوار مع طلاب في مدينة دي موان: «إن كل هذه المشاعر المناهضة للمهاجرين القائمة حالياً في النقاش السياسي، تتعارض مع ما نحن عليه، لأنه وباستثناء من وُلد أميركياً فإن أسرتكم مقبلة من مكان آخر»، مؤكداً: «الكثير من الناس أتوا من كل أنحاء أوروبا وآسيا ووسط أميركا أو أفريقيا». وكثّف ترومب تصريحاته المدوية في شأن الهجرة، ونوّه أن هذا الملف أحد قضايا حمتله الانتخابية داخل المعسكر الجمهوري. وصرّح ترومب لدى إطلاق حملته في حزيران (يونيو) الماضي: «حين ترسل لنا المكسيك أناساً لا ترسل أفضل ما لديها، بل ترسل من يتسببون في مشاكل. ومن يجلبون معهم المخدرات والجريمة، إنهم مغتصبون». واقترح ترومب أيضاً التراجع في الحقوق الناجمة آلياً من الولادة على الأراضي الأميركية، وهي حجر الزاوية في القانون الأميركي، إذ تُضمن المواطنة لأي طفل يولد في الولاياتالمتحدة. ومن دون أن يسمي أحداً، ندد أوباما بمن يتحدثون بتحسر عن الهجرة القديمة باعتبارها عصراً ذهبياً، للتنديد بالهجرة الحالية. وقال «حتى مع كوننا دولة قانون، فإنه لا يمكن الزعم أنه قبل 100 عام كانت عملية الهجرة منسابة بلا صدامات»، مضيفاً: «يمكن أن نجري نقاشاً مشروعاً حول نظام هجرة يكون منصفاً وضمن احترام القانون". وتابع: «لكن حين أسمع بعضهم يتحدث كما لو أن هؤلاء الأطفال مختلفون عن أطفالي، أو أنهم في شكل ما أقل جدارة باحترامنا واهتمامنا، فإني أعتقد بأن هذا ليس أميركياً». وكان إصلاح نظام الهجرة، أحد أبرز وعود أوباما الانتخابية في حملة 2008، لكنه وجد معارضة من الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون. وفي نهاية 2014، قدم أوباما سلسة من المراسيم توفر منح الوضع القانوني لنحو خمسة ملايين شخص في وضع غير قانوني. وأصبح يحق لكل مقيم في شكل غير قانوني، منذ أكثر من خمس سنوات في الولاياتالمتحدة ولديه طفل ولد فيها أو يملك وضع مقيم دائم، أن يطلب ترخيصاً للعمل لمدة ثلاث سنوات. يذكر أن نحو 11 مليون شخص بينهم عدد كبير من المكسيكيين، يعيشون ويعملون سراً في الولاياتالمتحدة، بعضهم منذ سنوات طويلة.