منذ فترة طويلة لم نشاهد بطولة تقام في أوربا الشرقية كما كان يطلق عليها منذ زمن بعيد ،ولكن كسر جدار الحواجز بين المانية الغربيةوالشرقية ومما ترتب عليها فيما بعد من انهيار المنظومة الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتي ودخول الكثير من الدويلات التي كانت تدور في محوره واندماجها مع الغرب الأوربي بسرعة رهيبة ، جعل إقامة هذه البطولة فيما بين بولندا واوكرانيا حلما محتملا ،ولو انه إلى الآن ما زالت بعض الدول الغربية تقاطع هذه البطولة سياسيا ،رغم دعوة الكثير من مسؤولي الويف الى فصل السياسة عن الرياضة ،بالتأكيد الغالبية العظمى تتوقع نجاح هذه البطولة جماهيريا والدليل على هذا ان المتقدمين لشراء التذاكر قبل البطولة زاد على الثمانية ملايين طلب والتذاكر المباعة الى الآن فاق عددها المليون ،لذلك فضمانة النجاح بالتواجد الجماهيري مضمون وقرب المسافات بين الدول الاوربية يجعل الانتقال بينها رخيص وسهل وغير مكلف بالاضافة الى عشق الاوربيين وافتتانهم بهذه اللعبة الشعبية الاولى في العالم . بالتأكيد تصريحات لاعب نادي برشلونة والمنتخب الإسباني تشافي هيرنانديز الاستفزازية لجماهير كرة القدم العربية والسعودية، حين اعتبر أن بطولة كأس العالم تبدو مسابقة ضعيفة مقارنة بكأس الأمم الأوروبية، بسبب مشاركة منتخبات متواضعة في الأولى مثل السعودية كانت صدمة للكثير من مشجعي الكرة الإسبانية لتعاطفنا مع هذه الدولة وفرقها ودوريها ،ورغم صحة قول تشافي في أن بطولة أوربا هي الأقوى ،إلا أن المثل الذي ضربه على ضعف الكرة العالمية بالتأكيد لم يحالفه التوفيق ،فعلى الرغم من ضعف نتائجنا في بطولات كأس العالم إلا أن المنتخب السعودي بالذات قدم عروضاً جيدة مقارنة بمنتخبات أمريكا الشمالية والوسطى ودول أسيا ووصل لكأس العالم أربع مرات وفاز على فرق أوربية كبيرة ،مشكلة الغرور الأوربي وتعاليهم على بقية قارات العالم كرويا قضية تظهر على السطح في الكثير من المناسبات ،والطريقة الوحيدة للرد على هؤلاء بالتخطيط الجيد لمستقبل هذه اللعبة والاهتمام بالمراحل السنية والاكاديميات وان نستفيد من هذه التصريحات السلبية عن كرتنا العربية والآسيوية بتحقيق النتائج الإيجابية والصبر والتخطيط المنظم وهذه هي مشكلة الكرة العربية . السؤال الأكبر الذي يطرحه الجميع في العالم في اليوم الأول للبطولة هل سيواصل المنتخب الإسباني الفوز بها للمرة الثالثة على التوالي وهو يتصدر الآن فرق العالم من حيث ترتيب الفيفا رغم اهتزاز مستواه في المباريات الودية خصوصا من الناحية الدفاعية ،انه سيكون لهذه البطولة بطل جديد فالالمان قادمون والايطاليون يتعافون والفرنسيون لديهم ريبري وبن زيما يتالقون ،أما الهولنديون فهم منافسون تقليديون على كل البطولات ووجود فإن بيرسي وتألقه وزملاءه يجعل من الحلم قريب المنال ..فلمن تتوقعون الغلبة في هذه البطولة التي يعتبر التوقع في نتائجها ضرب من ضروب الخيال ،لانها ببساطة الافضل من حيث المستوى الفني والاقبال الجماهيري وحجم الدعاية والاعلان والاستثمار ،ولكن ترقب لمعرفة البطل مهما كان لون قميصه أو اسمه أو الرقم الذي يحمله على ظهره .