(الطريق لجنوب افريقيا مغلق - نأسف لخدمتكم ونسعى لازعاجكم) هذه العبارات ترجمت للشعب السعودي من كتاب (الافلاس الفني والتكتيك العشوائي) للمؤلف البرتغالي بسيرو والتي جسدها على ارض الواقع في المنامة والرياض تباعا بالملحق الآسيوي واسقط من خلالها كتيبة الصقور في البحرين لتتبخر معها أحلام الملايين من ابناء هذا الوطن في مشاهدة منتخبها في الكرنفال العالمي للمرة الخامسة على التوالي. خروج المنتخب لم يكن من رأسية عبدالله فتاي في آخر دقيقة من الملحق بل بدأ من بداية التصفيات المتمثلة في اخطاء ناصر الجوهر الفنية ومروراً بالظلم التحكيمي الذي تعرض له من حكام القارة الصفراء وتواصلاً مع ضعف الناحية البدنية للاعبينا والتي ساهمت في غيابهم المتكرر بداعي الاصابات القوية واخيراً بأمر السيد بسيرو الذي أراد اختراع اساليب جديدة في عالم كرة القدم على حساب تاريخ وسمعة الكرة السعودية. وقد أكد شوطي مباراة الذهاب في المنامة وآخر دقيقة في لقاء درة الملاعب عدم احقية الاخضر في بلوغ المونديال عطفاً على مستواه الفني الاخير وليس على سمعته. فمنتخب في مباراة واحدة تصل عدد الركنيات عليه الى عشرين ركنية تقريباً وخلال مواجهتين كاملتين لم ينفذ تكتيك الهجوم المرتد السريع ولا يستفيد من مهارة التسديد المباغت سوى مرة واحدة عن طريق حسن معاذ الذي لعب في الدقيقة (83) من لقاء الحسم. كما ان الانضباط التكتيكي كان مفقودا واللاعبون ظهروا تائهين بدون خطة ولا ادوار فعالة يقومون بها. وأنا هنا لا أبرئ ساحة اللاعبين دم الخسارة بل هم يتحملون الجزء الآخر بحكم خبرتهم التي كانت تتوجب عليهم اللعب بما يقتضيه الحال بعد هدف المنتشري بدلاً من الركض خلف الكرة في حالة مشابهة للعب الحواري على الملاعب الترابية. المدرب الناجح يستطيع تحقيق الانجازات مع فرق متواضعة بينما المدرب الفاشل تسقط معه اعتى المنتخبات في العالم وما مارادونا مع الارجنتين الا دليل دامغ على ذلك فمارادونا عبث بالتانجو وقبل ذلك عبث بتاريخه كلاعب اسطورة. واذا استمر فسيفقدنا هذا الأهوج متعة مشاهدة الارجنتين في المونديال بتخبطاته الواضحة والجولتين القادمتين ستؤكد ذلك. خروجنا كسعوديين من المونديال ليس بالسهل بعد ان تعودنا على تواجده ولكن رب ضارة نافعة ولعله السقوط الذي يجعلنا نستفيق ونصحح أخطاءنا والعمل على اعداد منتخب قوي يشارك في كأس العالم 2014م والذي يبدأ بتطبيق الاحتراف بمفهومه الحقيقي على مستوى الدوري ولعب مواجهات ودية قوية مع منخبات عالمية تكسبنا الاحتكاك والتركيز على البطولة القارية وكأس العالم فقط للمنتخب الاول. فضفوضة سريعة * نبارك للمنتخب البحريني التأهل لملاقاة نيوزيلندا وبمشيئة الله ان نشاهده في المونديال للمرة الاولى كممثل عن الخليج والعرب. * الاهلي كسب اول ديربي له مع الاتحاد وهذا الموسم وواصل تخصصه في شهر الصيام بهزيمة غريمه التقليدي. * المثلث المنقذ السهلاوي والزيلعي وسعود حمود سيكون لهم دور كبير في اعادة توهج العالمي. * مازالت مشكلة العمق الدفاعي تؤرق النصر والحل في اعطاء الفرصة للقرني وامثاله بعد افلاس الصقور في اثبات ذاته. * أحمد درويش نجم بارز يحتاج فقط للثقة من الجهاز الفني حتى يقدم نفسه بشكل افضل. فضفضة أخيرة "أنصحكم ونفسي باستغلال ما تبقى من رمضان في اعمال الخير وقراءة القرآن وكل عام وأنت بخير ونلتقي بعد العيد بمشيئة الله". [email protected]