لم تشهد الساحة الرياضية جدلًا؛ كالذي رأيناه وعايشناه- مؤخرًا- منذ الإعلان عن حمل الحارس السنغالي ميندي شارة قيادة النادي الأهلي، بعد كان يحملها الإيفواري" كيسيه" الموسم الماضي. ربما يعود سبب ذلك إلى التحول الكبير والنهضة التي تشهدها الرياضة السعودية بشكل عام، وقدوم أبرز نجوم العالم للدوري السعودي. (العرف السائد) شهدت الأندية الكبيرة في كرة القدم السعودية مراحل كانت أشبه بقواعد ثابتة على تولي شارة القيادة لتلك الأندية؛ ففي مراحل سابقة كان نجوم خط الدفاع الأبرز في تولي شارة القيادة؛ مثل أحمد جميل في الاتحاد، ومحمد عبدالجواد في الأهلي، وصالح النعيمة في الهلال والعديد من النجوم في تلك الحقبة، كانوا من يتولون شارة القيادة في خط الدفاع، وكان أبرز هؤلاء النجوم ومعظمهم في خط الدفاع الأقدم بمسيرة جيلهم. ( مرحلة ما بعد الدفاع ) شهدت كرة القدم السعودية، نجومًا في مركز المحورحملوا على عاتقهم مسؤولية قيادة الفريق، وبزغت أسماؤهم نجومًا خالدة في تاريخ أنديتهم؛ مثل محمد نور في الاتحاد، وتيسير الجاسم في الأهلي، وسلمان الفرج في الهلال، وبالعودة وراء قليلاً؛ كان لفؤاد أنور إنجازات مع ناديه الشباب، والمنتخب السعودي، وكذلك فهد الهريفي في نادي النصر. ( أحقية شارة القيادة ) ذهبت الكثير من الآراء التي استطلعتها" البلاد" لتأكيد أحقية لاعب المحورفي تولى قيادة الفريق؛ بحكم مركزه الذي يعد الأقرب لحكم اللقاء والنقاش معه، وإبداء الاعتراضات التتي تتطلب ذلك، لا سيما أن حكم اللقاء يكون الأقرب في تحولاته في هذه الخانة، وبعضهم استشهدوا بذلك بربط مباشر بالبطولات، أوالغياب عنها، عندما كان قائد الفريق يلعب في خانة المحور، وكان على سبيل المثال قائد الاتحاد محمد نور، وقائد الأهلي تيسير الجاسم، وقائد الهلال سلمان الفرج . (حراس المرمى وال VAR) تولّي حراس المرمى شارة القيادة في فرق كرة القدم يُعدّ أمرًا نادرًا نسبيًا، لكن هناك عدد من الحراس الذين اشتهروا بقيادتهم لفرقهم وحققوا إنجازات كبيرة؛ سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، ولكن ما أثار هذه الآراء، ما حدث في لقاء الأهلي و النصر في نهائي السوبر بهونج كونج، وكذلك اللقاء الأول للأهلي مع نيوم في دوري روشن؛ عندما ظهر حارس الأهلي السنغالي إدوارد ميندي وهو يتولى شارة القيادة في الأهلي؛ كواقعة تكاد أنها لم تحدث في تاريخ الأهلي، وكيف كانت تبعات ذلك القرار، ومن أي منظور اتخذته إدارة النادي، لا سيما بأن الكثير من الآراء في هذا الاستطلاع ذهبت برأيهم بأنه قرار غير صائب؛ فكيف لحارس بأن يخرج من مرماه في كل صغيرة و كبيرة للنقاش مع الحكم، وتسجيل اعتراضات قد تحدث في سير اللقاء، لا سيما في زمن ال VAR الذي يتطلب العودة في كثير من حالات اللقاء.. ( الحراس والقيادة) في تاريخ عالم كرة القدم، شهدت خانة حراسة المرمى أساطير خالدة، قادوا أنديتهم ومنتخبات بلادهم لإنجازات كبيرة؛ لعل أشهرهم جيانلويجي بوفون حارس يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، والإسباني إيكر كاسياس الذي حمى عرين المنتخب الاسباني وقاده خلال العصر الذهبي بتحقيق كأس العالم 2010، ويورو 2008 و2012 ، وكان قائدًا لريال مدريد لعدة سنوات بعد رحيل راؤول غونزاليس، وحقق معه بطولات عديدة؛ أبرزها دوري أبطال أوربا و الدوري الإنجليزي، ومانويل نوير قائد منتخب ألمانيا وبايرن ميونخ، ومواطنه أوليفر كان، الذي قاد منتخب ألمانيا الى نهائي كأس العالم 2002، ويعد أحد أكثر القادة شراسة وشخصية على أرض الملعب . ( قرارات البريمرليج) في قرار مستحدث في دوري "البريميرليج"، فإنه لا يحق على أي لاعب في الفريق باستثناء القائد الاعتراض على قرارات الحكم، ومن يعترض غير القائد يتلقى بطاقة صفراء، وقد ترتقي إلى حالة طرد بالبطاقة الحمراء في سير اللقاء؛ الأمر الذي سيجعل شارة القيادة تتقلص شيئًا فشيئًا من أيدي حراس المرمى، وترجع أسباب ذلك لهذا القرار الذي يستلزم وبنسبة كبيرة لاعب في منتصف الملعب؛ ليناقش الحكم طوال التسعين دقيقة.
( عماد الحوسني) وعن المعايير الواجب توافرها في قائد الفريق، قال عماد الحوسني- نجم الأهلي والنصر ومنتخب عمان السابق: شارة الكابتنية لا أحد يستحقها إلا اللاعب الذي يمتاز بشخصية القيادة في الفريق؛ الأمر الذي يبدأ من غرفة الملابس وصولاً الى أرضية الملعب، وأضاف: ليس كل لاعب يمتاز بهذه الشخصية. وعن سؤاله عن أبرز اللاعبين الذين تولوا شارة القيادة ممن رافقهم في فترات لعبه، قال الحوسني: إن تيسير الجاسم، ومحمد نور وكذلك سلمان الفرج- مؤخرًا- كانوا يمتازون بشخصية قيادية قوية.