غريب الأطوار

قهوة بيضاء تتراقص...
على منضدتي...
بيدي رواية ٌعربية..
شاشةٌ أمامي تبثُّ الإعلان ..
موسيقى غربية في أذني
رجلٌ غريبٌ.. بجواري..
عن يساري نافذة..
أبحرُ فيها إلى اللامكانِ
أرتشفُ القهوةً بهدوءٍ...
وأقرأ مقطعاً عن حالةِ
وصالٍ عشقي على سريرٍممنوع..
*******
رشفةٌ بعد رشفةٍ ...
أنتقل لحياةٍ..
لها من البسمة نشوات..
و من الدمع شموعُ..
ذكرياتٌ تجتاحُ فضائي..
تشقُّ الخيالَ وتخطُّ الواقعِ
تنتابني لهفاتٌ حزينة
كلًّ مرةٍ أُسجنُ فيها هنا..
قطعاً..الحرية نعمةٌ للهروبِ!
أمّا غريب الأطوارِ بجانبي...
يضحك عالياً لفيلمٍ ..لا أظنه ينتهي..
*******
حطّم الرجلُ السكونَ بيننا
وباغتني بسؤالِ:
"من أينَ أنتِ؟"
نزعتُ عني أثارالموسيقى
و رحت أتأمله لثواني
ولا أرى.. إلّا كمَّ أماكني
فجاوبت :"لبنان"
هجرَت البسمةُ وجهَه..
تسمّرَ..ارتدى كلّ الألوانِ..
كمَن صُفعَ بكفِّ العدوانِ...
*******
ألقى نظرةً على كتابي..
تأمّلَ يدي،شعري ،شفاهي..
وقال:" أنا من .."
صمتَ ...هزَ رأسَه...
أدار عني عينيهِ..
كفارٍ من العدالة انتفضَ
ابتسمتُ ..
استنشقتُ هواءً غائباً
بسرّي سخِرتُ من الأقدارِ..
سكنَ بيني و بينه حاجزٌ حديدي
هدير طائرةٍ ..لا بل طائرات!!..
*******
أمسكتُ مدونتي ...
رشيت عليها عباراتي:
"أشتاق لوطني...لرائحة أرضي...
أشتاق لسماء بيروتي..
خذوني ..إلى.. لبناني..."
عَبرَ عبري بطرفِه أبياتي
لا أدري إن يفَهمُ العربية!!
عادَ إلى ضحكِه
وعُدتُ أنا... إلى عدِّ الثواني
و أبَيتُ ..تغييرَ مكاني