موقعة آسيا زرقاء

ما فعلته إدارات الهلال خلال المواسم الماضية من عمل إداري جبار لا بد أن يدرس من قبل إدارات الأندية الأخرى المنافسة، فلك أن تتخيل أن الفريق الأزرق يتأهل لنهائي القارة الآسيوية للمرة الرابعة في غضون سنوات ماضية قليلة، ففي موسم 2014 تأهل لنهائي آسيا وخسر بصافرة ظالمة كان بطلها " نيشمورا " الذي خلد اسمه في التاريخ كأعظم ظلم حدث في النهائيات الآسيوية. لم يقف الهلال عند هذا الحد بل عاود التحدي مرة أخرى، وتأهل للنهائي الآسيوي 2017 وخسره الزعيم بسبب الإصابات التي لحقت بأهم عناصر الفريق في ذلك الوقت. أما في 2019 فقد كرر الزعيم المحاولة للمرة الثالثة وبالفعل حقق البطولة الآسيوية السابعة من معقل سايتاما على الفريق الياباني أوراوا الذي كان يتواجد في أرضه وبين جماهيره الغفيرة.
أما في موقعة الرياض الأخيرة لم يكن للنصر أي ذنب عندما وضعه حظه في مواجهة الفريق الهلالي في نصف نهائي البطولة الآسيوية حيث كان الفريق الأزرق يتسلح بأهم العوامل وهي عاملا " خبرة المباريات الحاسمة " والخبرة الآسيوية العريضة بحكم أنه زعيمها بسبع بطولات قارية بمختلف المسميات.
انطلقت صافرة الحكم لتعلن عن بدأ الملحمة السعودية الآسيوية بين قطبي الرياض وبدأت معها تلك الدعوات من محبي وعشاق الناديين ولكن الأقدار تسبق الأمنيات.. الشوط الأول ينتهي مبتسمًا لعشاق الزعيم متقدمين بالنتيجة ومتفوقين بعدد اللاعبين بعد الطرد الذي تحصل عليه لاعب النصر علي لاجامي. توقع الكثيرون أن المباراة انتهت تمامًا بعد نهاية الشوط الأول ولكن مع بداية الشوط الثاني بدأ الفريق النصراوي محاولا إدراك النتيجة وبالفعل نجح اللاعب البرازيلى تاليسكا بتسجيل هدف التعادل في الدقائق الأولى من الشوط الثاني ولكنه لم يكن كافيًا حيث عاد الفريق الهلالي مجددًا ليفرض سيطرته على أرض الملعب وبالفعل نجح اللاعب سالم الدوسري في اقتناص هدف التأهل لينهي معها أحلام الجماهير النصراوية ويعلن حكم المباراة تأهل الزعيم لنهائي آسيا.
فمن ثمار رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بقيادة سيدي الأمير محمد بن سلمان لقطاع وزارة الرياضة، من خلال استقطاب لاعبين عالميين تطورت وتفوقت من خلالها أنديتنا عناصريًا وفنيًا على أندية آسيا كافة، فجميع الأنظار حاليًا تترقب نهائي القارة الآسيوية وكل الأمنيات تتجه لمؤازرة الفريق السعودي أمام فريق بوهانغ الكوري في ملعب الدرة بالعاصمة الرياض مساء 23 نوفمبر ليدونوا لنا البطولة الآسيوية الثامنة.