شيرين الزين في غمرة الاستعدادت لليوم المشهود،جلست أميرة تحت رحمة مصففة الشعر,بعد قرارها الغريب بتغيير لون شعرها الكستنائي, الفاتح إلي الأسود الداكن. اعتدلت في جلستها،وراحت تترقب في المرآة كأنما تنتظر نتيجة امتحان شهادة الثانوية العامة. من على كراسي الانتظار,كانت تتناهى الى مسمعها الضحكات,والقهقهات,وبعض حكايات النسوة في مثل هذه الأماكن التي تجمعهن من غير مواعيد مسبقة.لم تكن تتبين ما يدور بينهن من حديث,فقد سرحت بعيدا مع صوت ملائكي،كان يحاول أن يجد له مكانا بين ضجيجهن. ( أغدا ألقاك ؟ يا خوف فؤادي من غد يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد آه كم أخشى غدي هذا ، وأرجوه اقترابا كنت استدنيه ، لكن ، هبته لما أهابا وأهلّت فرحة القرب به حين استجابا هكذا أحتمل العمر نعيما وعذابا مهجة حرى وقلبا مسه الشوق فذابا أغداً ألقاك؟ ) هل سيعجبه لون شعري الجديد، وهذه الغرة القصيرة التي تغطي جبهتي ؟! كانت تحدث نفسها,ولم تدر ان صوتها قد تناهى إلى مسمع مصففة الشعر. لا تقلقي استاذة أميرة ,سيعجبه حتما,ثقي في فقط! قالتها وهي تحدق في عينيها الجميلتين ،وقد عكستهما المرآة,فزادتهما أضواء القاعة جمالا وبهاء. اضطربت أكثر مما كانت، وأغمضت عينيها،ثم ابتسمت في استحياء لتكمل رحلة الحيرة والتساؤلات . كيف سيكون لقاؤهما الأول وهو يستقبلها علي أرض المطار؟ هل ستتعرف عليه من أول وهلة وهي التي لا تعرفه الا من خلال الصور؟ هل سترتمي لتدفن بين أحضانه سنتين من الشوق،والارتحال؟ وهل سيعجبه عطرها الباريسي الذي انتقته خصيصا لهذا اللقاء ؟ هل سيحمل لها باقة ورد،كما ردد ذلك كثيرا وهما يحلمان باللقاء،أم سيغفل عن ذلك في غمرة وهو يسارع متلهفا لاستقبالها؟ هل سترتعش يداه وهو يلامس يديها مصافحا، كما كان يحلو له أن يصف ذلك في أشعاره لها؟ انفرجت شفتاها راسمة ابتسامة جميلة،وهي تسأل نفسها إن كانا سيفهمان بعضهما بسرعة،فلطالما تلعثما وهما يتسامران من خلال الهاتف،ويرسمان الحلم معا.! تململت قليلا في كرسيها ، وهي تتذكر أولى الكلمات التي تبادلتها مع محمد,ليسطر بعدها القدر ما أراد. ( أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني) ولحديث القلوب شجون لا تنتهي