أكد محللان سياسيان سعوديان أن رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية بمناسبة التوصل إلى المصالحة الفلسطينية تجسد حقيقة الشراكة السعودية المصرية ذات الطبيعة الإستراتيجية ، في التعامل مع قضايا المنطقة وتطوراتها. وعدا الرسالة تقدير صادق من خادم الحرمين الشريفين للجهود المتواصلة والمضنية التي بذلها فخامة الرئيس حسني مبارك لإنجاز المصالحة الفلسطينية وتأكيد لدور مصر التاريخي في خدمة قضايا العرب والمسلمين عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص. ونوها في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية بالجهود الرائدة التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لدعم الصف العربي ووحدة الموقف العربي تجاه مختلف القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية . وأعادا الأذهان إلى مباردة خادم الحرمين الشريفين في القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في دولة الكويت الشهر الماضي التي أعلن بموجبها المصالحة العربية وانتهاء الخلافات التي لا تصب سوى في خدمة أعداء الأمة الذين يتربصون بها . فقد أوضح رئيس مؤسسة الإسراء للدراسات والاستشارات الإعلامية الدكتورهاشم عبده هاشم أن رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه فخامة الرئيس المصري حسني مبارك تجسد حقيقة الشراكة السعودية المصرية ذات الطبيعة الإستراتيجية ، في التعامل مع قضايا المنطقة وتطوراتها. وقال إن هذه الشراكة تمثلت في الدعم السعودي المبكر والقوي للجهود المصرية الحثيثة والمباركة لردم الهوة الموجودة بين السلطة الفلسطينية ومنظمة حماس الفلسطينية وبعض الفصائل المناصرة لها ، بالرغم من حملات التشكيك الظالمة للانتقاص من تلك الجهود والعمل على إضعاف ذلك الدور البناء والمتوازن والفعال. وأضاف لقد وقفت المملكة بكل قوة خلف تلك الجهود المخلصة وأسهمت في وصولها إلى هذا الاتفاق الذي سيقود –بإذن الله وحوله وقوته- إلى إعادة اللُّحمة بين أبناء الشعب الفلسطيني..وتُنهي حالة الإنقسام والتشرذم ، وتؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تقود عملية السلام الشامل والكامل وصولاً إلى حلم الدولة الفلسطينية المستقلة على أسس متينة ومستقرة. وبين أن تهنئة خادم الحرمين الشريفين لأخيه فخامة الرئيس المصري حسني مبارك وما انطوت عليه من مضامين قوية..تستحقه مصر..وقيادتها الحكيمة..إنما يؤكد سلامة المسار السياسي الذي اعتمده البلدان في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة بعيداً عن الإنفعال والتهور والمغامرة..وحفاظاً على حقوق ومكتسبات ومقدرات شعوبها الباحثة عن الأمن والطمأنينة والهدوء حتى تتجه إلى تنمية أوطانها وتطوير حياتها وتهيئة الأسباب الكفيلة بتأمين مستقبل أجيالها القادمة. ورأى الدكتور هاشم عبده هاشم أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يواصل بموقفه المساند للقيادة المصرية ما كان قد بدأه يحفظه الله في قمة الكويت الأخيرة من دعوته إلى المصالحة العربية الشاملة وتناسي الماضي..وما أعقب ذلك من لقاء مع بعض القيادات العربية الشقيقة , إيماناً منه أيده الله بأهمية احتواء الخلافات العربية العربية حتى لا يجد أعداء الأمة لهم منفذاً إليها وطريقاً إلى تدمير مكتسباتها..والهيمنة على مقدراتها وذلك بإشغال بعضنا بالبعض الآخر. وأكد أن هذا الهدف الخطير الذي سعى إلى تحقيقه أعداء هذه الأمة ، سقط الآن..ليحل محله عهد جديد من الوفاق التام..والعمل المشترك والمسؤول والتضامن الكامل..تأميناً لدولنا وشعوبنا ضد كل الأخطار. وأشار إلى سعادة شعوب هذه الأمة بما تحقق على أرض فلسطين..وسعيدة أكثر بما تحقق ويتحقق من خطوات بناءة لعودة الوفاق العربي وبدء مسيرة العمل العربي المشترك من جديد على أسس قوية ومتينة من الأخوَّة والتفاهم والحرص المتبادل. وبين أن سعادة الشعوب العربية بما تحقق على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه فخامة الرئيس حسني مبارك إنما يعزز ثقتها في حكمة وسداد رأي ومواقف وسياسات الزعيمين وحرصهما على جمع صفوف الأمة وتوحيد كلمتها..للوقوف أمام جميع الأخطار والتحديات وقفة رجل واحد..تجسيداً لقول تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}. في السياق ذاته أكد المحلل السياسي محمد صلاح الدين أن رسالة التهنئة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لأخيه الرئيس المصري حسني مبارك هي فرحة قلب كل مسلم لاجتماع الكلمة ووحدة الصف الفلسطيني ورؤية عقل مؤمن يستشرف عواقب الصراع ومآسي الاختلاف وكوارث الصراع على القضية الأولى للعرب والمسلمين. وعد الرسالة تقدير صادق من خادم الحرمين الشريفين للجهود المتواصلة والمضنية التي بذلها الرئيس محمد حسني مبارك و الإخوة في مصر لإنجاز المصالحة الفلسطينية وتأكيد لدور مصر التاريخي في خدمة قضايا العرب والمسلمين عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص . وقال إن خادم الحرمين الشريفين قدم العمل أولا ثم أتبعه القول فتاريخ خادم الحرمين الشريفين كله سعي كريم دوؤب لوحدة الصف العربي المسلم وجهد متواصل لضمان اجتماع الكلمة وحث لايعرف الكلل لنبذ الخلافات بين الأشقاء والبعد عن الصراع والتفرغ لمواجهة الأخطار والأعداء وتحقيق المصالح المشتركة وخدمة قضايا المصير. وأضاف ما من مؤتمر قمة عربي أو إسلامي عقد في المملكة أو غيرها من ديار العرب والمسلمين إلا وكان لخادم الحرمين الشريفين القلب الكبير الذي يتسع جميع إخوته وقادته ويجمع كلمتهم , والعقل الراجح الذي يحل مشاكلهم وينهي خلافاتهم , والأخ الكبير الذي يلتفون حوله ويرجعون إلى رأيه ويأخذون بكلمته مشيرا إلى مؤتمر مكةالمكرمة الذي جمع بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس . ولفت النظر إلى مفاجأة خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت العربية الاقتصادية التي بادر حفظه الله خلالها فأنهى كل الخلافات المزمنة المعقدة التي ظن الناس أنه لاحل لها وجمع الفرقاء على كلمة سواء وخرج الجميع إخوة متحابين. وخلص صلاح الدين إلى القول إن قدر المملكة مهد العروبة ومهبط الوحي وقبلة الأمة أن تكون جامعة للكلمة وموحدة للصفوف وقد جعلها الله بنص الوحي مهوى للأفئدة ومثابة للناس وأمنا. كما وصف المحلل السياسي الدكتور وحيد بن حمزه هاشم رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي بعثها لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك بخصوص المصالحة الفلسطينية بأنها تعبير عن المشاعر الحقيقية الأخوية الصادقة التي تكنها المملكة حكومة وشعبا لحكومة وشعب مصر الشقيقة وتأكيد على عمق ومتانة علاقة الشراكة الاستراتيجية الثنائية التي تربط بين البلدين الشقيقين . وأشار في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إلى أن رسالة خادم الحرمين الشريفين جاءت مشيدة بجمهورية مصر وقيادتها الحكيمة ودورها التاريخي لإيجاد حل للخلاف الفلسطيني - الفلسطيني ومؤكدة على أنه قد آن الأوان لأن يقول الفلسطينيون لأمتهم العربية والإسلامية بل وللعالم أجمع أنهم أكبر من الجراح وأعلى من الخصومة والأقدر على المصالحة . ورأى أن الشراكة السياسية الاستراتيجية المصيرية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية الشقيقة هي استراتيجية ثنائية تهدف وتحرص على مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيق بالأمة العربية والإسلامية بقوة المنطق والحكمة والتروي ولايمكن أن تخترقها قوى الشر والعدوان ولا يمكن أن تعيقها مؤامرات الحاقدين المغرضين . وتطرق الدكتور وحيد هاشم إلى تصدي المملكة ومصر منذ عقود طويلة لكافة التحديات والمخاطر انطلاقا من قناعة ثنائية بالدور التاريخي المصيري المناط بهما ومن حرصهما الأكيد الحفاظ على مصالح وأهداف وأمن واستقرار الدول والشعوب العربية والإسلامية . وأكد مدير مركز تقنيات النانو بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور سامي سعيد حبيب أن المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله ومن بعده أبنائه الملوك الكرام تساند القضية الفلسطينية و تتوالى منها المواقف تلو المواقف التاريخية في دعم القضية الفلسطينية . ووصف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود / حفظه الله / التي أرسلها إلى أخيه الرئيس محمد حسني مبارك لتهنئته والشد على يده في جهود المصالحة الفلسطينية بأنها جزء من عظمة شخصية هذا الملك الإنسان فالهاجس عنده هو إصلاح ذات البين بغض النظر على يد من الأشقاء العرب كتب الله ذلك الصلح . ورأى الدكتور حبيب أن القضية الفلسطينية مبنية على صراع عقدي و فكري يهودي فرض على الأمة المسلمة جمعاء .. فالصراع اليهودي الإسلامي على أرض الإسراء و المعراج و ثالث الحرمين و أولى القبلتين و أرض المحشر صراع هوية و وجود و ليس فقط صراع أراضٍ و حدود . وأضاف كثيرا ما يتولد عن الصراعات و الحروب الكثير من الخلافات الداخلية بين الأخوة من أبناء الوطن الواحد لا سيما أن تدخلت اليد الأجنبية//. وقال إن المملكة العربية السعودية وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين لم ترض أن تكتفي بموقف المتفرج من ذلك الشقاق بين بني الوطن الواحد بل تحركت من منطلقات رؤيتها الإستراتيجية و تراثها الطويل في دعم القضية الفلسطينية وكللت جهود المملكة الإصلاحية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين بالتوصل لاتفاقية مكةالمكرمة في فبراير 2007 م إلا أن يد الأعداء الخارجيين لم تكف عن التحريش بين أبناء الشعب الفلسطيني مما قاد إلى ما قاد إليه من مزيد في اتساع رقعة الخلاف و نزف الدم الفلسطيني / الفلسطيني . وأردف يقول إن الصلح الفلسطيني / الفلسطيني يصب في خانة مصلحة الأشقاء الفلسطينيين و القضية الفلسطينية و الأمة المسلمة جمعاء على اعتبار أنها معنية بالقضية دون استثناء و ذلك هو هاجس الملك الإنسان و صاحب الرؤية الإستراتيجية و مبادرة الصلح بين الأشقاء القادة العرب في مؤتمر القمة بالكويت فخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك الوفاق و جمع القلوب.