اختتم أصحاب السمو والمعالي الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بعد ظهر أمس بالرياض أعمال الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي . وتمخض عن المؤتمر إعلان الرياض وفيما يلي نصه .. "على إثر انعقاد الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ، منارة الملتقيات الثقافية العربية والإسلامية الكبرى ، تحت الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود " حفظه الله " ، يتقدم وزراء الشؤون الثقافية بالوطن العربي بصادق عبارات التقدير والإجلال لخادم الحرمين الشريفين على رعايته السامية ، ويعبرون عن جميل العرفان بكرم الضيافة الذي عهدوه عند إقامتهم بهذه البقاع الطاهرة ، وحيث أن المؤتمر اختار " اللغة العربية منطلقاً للتكامل الثقافي الإنساني " كموضوعٍ رئيسيٍ له ، فإن الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي ، يؤكدون على أهمية هذا الموضوع وراهنته أمام ما تواجهه اللغة العربية حالياً من مخاطر جمة ، وفي ظل ما يشهده العالم قاطبة والعالم العربي خاصة ، من تحولات عميقة ومتغيرات متسارعة ، ويدعون على ضوء تدارسه والتداول بشأن الموضوعات المتصلة به إلى الآتي .. أن اللغة العربية بوصفها اللسان المعبر عن الفكر والإبداع والمعارف ، هي الركن الحصين للهوية العربية والوعاء الحامل للثقافة العربية . أن اللغة العربية بما أنها ركن للهوية العربية يجب أن تحظى باهتمام خاص في السياسات الثقافية العربية برفع خططها العملية من مستوى الخطط الوطنية إلى مستوى الاستراتيجية العربية مع ما يستوجب ذلك من تنسيق لأحكام أهدافها ومخرجاتها العلمية . أن اللغة العربية لتضمن دورها كمنطلق للتكامل الإنساني ، يجب أن تتجاوز حدودها العربية العربية ، وذلك بانفتاحها على التداول الفكري والعلمي والعالمي ، من خلال تعزيز حضورها وانتاجيتها في المحتوى الرقمي العالمي ، وتشجيع حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية ، ومواكبة استخدام التقنيات الحديثة في طرق وأساليب تعليم اللغة العربية وإنتاج مضامينها . أن دعم الإبداع العربي بجميع تعابيره الراقية باللغة العربية ، هو قاطرة حقيقية نحو التكامل مع الثقافات الإنسانية . أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يجب أن يكون مناسبة للتعرف بالإبداع الثقافي والمعرفي العربي في الداخل والخارج . أن النهوض باللغة العربية باعتبارها منطلقاً للتكامل الثقافي الإنساني يدعونا إلى توسيع جسور التواصل والحوار مع العالم ، بما يفتح آفاقاً رحبةً للتفاعل الإيجابي والبناء ، وهو ما يبعث على الاعتزاز بالدور الذي تقوده المملكة العربية السعودية ، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في نشر روح التسامح والحوار بين مختلف الثقافات . وفي هذا الصدد ، يندد الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي بكل مظاهر العنف والتطرف والغلو والإرهاب التي تشوه الرسائل النبيلة للثقافات الإنسانية ، ويدعون إلى جعل اللغة العربية قاطرة للمساهمة في بناء المواطنة الإنسانية ، من خلال خطة عمل محكمة تتيح لثقافات العالم ، التعرف على القيم السامية والنبيلة للحضارة العربية والإسلامية . ويؤكد المؤتمر على أن بناء هذه المواطنة الإنسانية لا يمكن تحقيقه أمام استمرار الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على التراث الثقافي العربي والمقدسات الدينية في القدس الشريف ، وإذ يندد بهذا العدوان السافر يدعو منظمات اليونسكو والإيسيسكو والألكسو إلى مواصلة ومضاعفة جهودها المعتبرة في حماية التراث والذاكرة الفلسطينية . وإذ يثمن المؤتمر ما تضطلع به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من جهود في سبيل النهوض باللغة العربية وتعزيز الحوار بين الثقافة العربية وثقافات العالم ، يدعو المنظمة إلى تحقيق شراكة نوعية مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فينا , متمنيا للأمة العربية استئناف حضورها الفاعل في مسيرة التقدم والتطور والازدهار ولتستكمل إسهامها الذي يليق بإرثها الثقافي في الحضارة الإنسانية .