في بداية عملنا الصحفي بالعزيزة "البلاد" كانت ملامح خطط التنمية قد بدأت بالفعل وكان من أبرز ما تم في هذه الفترة الخصبة في المملكة هو إنشاء شبكة الطرق الضخمة التي امتدت الى 48 ألف كيلو مترا في طول البلاد وعرضها. وكان من أبرز نجوم هذه الفترة معالي الدكتور ناصر السلوم وكيل وزارة المواصلات في هذا الوقت والذي وضع بصماته الواضحة على شبكة الطرق الرئيسية في المملكة وكان معالي الشيخ حسين منصور وزير المواصلات في هذا الوقت قليل التعامل مع الصحافة والصحفيين وترك الباب مفتوحاً أمام الدكتور ناصر السلوم وكيل الوزارة. ودعانا الدكتور ناصر السلوم لمرافقته في افتتاح "عقبة شعار" بمنطقة عسير وكان من نصيبي أنا وزميلي المصور الذي احب العمل معه (محمد ابراهيم) الذهاب لهذه الرحلة التي كانت اغرب من الخيال بالنسبة لي على الأقل فقد وفرت وزارة المواصلات لنا سيارة جيمس لمرافقة وكيل الوزارة في الرحلة ولكني اكتشفت أن الدكتور السلوم ليس كبقية الوزراء السعوديين.. بل هو بالتعبير المصري "ابن بلد" عندما نصل إلى قرية أو مدينة ويجد مجموعة من شيوخ القبيلة في انتظاره للترحيب به ينزل من سيارته ويجلس معهم على الأرض ويتسامر معهم في الحوار ويشرب القهوة والابتسامة لا تفارق محياه ويواصل المسير إلى أن وصلنا الى منطقة عقبة شعار وهي في احدى جبال عسير ومنها ترى الوادي السحيق والطريق (واحد) وغير مزدوج كانت السيارة تلتف بنا في طريق معوج شمال ويمين وصعودا وهبوطا كانت ارواحنا تذهب مع هذه السرعة الفائقة التي يقود بها سائق الجيمس ويبدو انه كان من أبناء المنطقة وصلنا الى (عقبة شعار) الشهيرة وكلنا احياء وخوف من الطريق لولا النكات والتعليقات الساخرة لزميلي المصور (محمد ابراهيم) التي خففت عنا عذاب هذه الرحلة.. المهم أنني اكتشفت ان وكيل وزارة المواصلات الدكتور ناصر السلوم وقبل ان يصبح وزيرا للمواصلات له معارف كثيرة ومعروف لدى شيوخ القبائل واهل الجنوب ويتعامل معهم كواحد منهم.. دون ان يرتدي قبعة الوزارة ولذلك احبوه واحتفوا به وساندوه في كل اعماله. بقي ان اقول انني حين تعرفت على معالي الدكتور مهندس محمد سعيد فارسي أمين مدينة جدة وجدته أيضا يكن للدكتور ناصر السلوم حباً وتقديراً خاصاً بل أن السلوم ساعده في تنفيذ العديد من الكباري والانفاق والطرق الرئيسية في مدينة جدة من ميزانية وزارة المواصلات لتظهر جدة بهذا المظهر الحضاري التي هي عليه الآن.. فالرجال المخلصون كانوا كثيرون وهمهم الأاول والاخير هو الوصول ببلدهم الى المراكز المتقدمة.. بقي أن اقول أنني عندما اشاهد الدكتور ناصر السلوم الآن في بعض المناسبات او اثنينية عبدالمقصود خوجة يذكرني دائما بالمحافظة على وزني والحرص على فقد بعض الكيلوات من وزني وهي نصيحة اعتز بها كثيراً من واحد من أهالي المدينةالمنورة الطيبين له معزة وتقدير خاص في نفسي.