احتفلت المملكة في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة الحالي بالذكرى الثامنة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم.ففي مثل هذا اليوم من عام 1426ه بايع الشعب السعودي قائد المسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على السمع والطاعة والاخلاص والولاء في السراء والضراء وليقفوا صفاً واحداً مع قيادتهم لبناء دولتهم وحمايتها وصون ثراها الطاهر. لقد اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بسمات حضارية ومدنية رائدة جسدت ما اتصف به - حفظه الله - من صفات متميزة، ابرزها تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله، وتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وامته الاسلامية والمجتمع الانساني بأجمعه. ثمانية اعوام كانت شاهداً على حرص دائم واهتمام متواصل بمنهج اصلاحي تنموي متدرج في سن الانظمة، وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات، رافق ذلك أوامر ملكية ضافية تضمنت حلولاً تنموية فاعلة واكبت التوسع الذي تشهده المملكة بما يحقق افضل أداء وبأجود المعايير، وعلى مستوى رفاه المواطن فقد كان خادم الحرمين الشريفين ولا يزال متلمساً لهموم شعبه ومواطنيه حريصاً على تحقيق الآمال. ثمانية أعوام لعهد حافل بالانجازات، تأتي ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله امتداداً لعهود زاهرة عاشتها المملكة منذ التأسيس على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه الملوك رحمهم الله جميعا والذي كانت لهم عطاءاتهم الواضحة على صعيد النماء والتطوير في مجالات مختلفة تمس الوطن وحياة المواطن. وتحقق لشعب المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - عدد من الانجازات المهمة، منها المزيد من عمليات التطوير التاريخي للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وانشاء عدد من المدن الاقتصادية كما حقق التعليم العالي في المملكة في ظل رعايته انجازات كبرى، خطت من خلاله الجامعات السعودية خطوات متميزة في غضون سنوات معدودة، وتضاعفت اعدادها وحققت مكانة اكاديمية مرموقة كما تم افتتاح الكليات والمعاهد التقنية وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن اضافة الى الابتعاث الجامعي الى الخارج الذي يحمل اسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، ومشروع تطوير القضاء وتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتطوير التعليم العام والصحة والصناعة والزراعة وتحديث الطرق وقطاع الاتصالات والثقافة والاعلام وغيرها مما يصب في مصلحة المواطن والمقيم على هذه الارض الطاهرة. وايمانا من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لما للمرأة السعودية المسلمة من دور فعال في اثبات الذات والوصول الى اعلى المستويات فقد أولاها اهتمامه ورعايته بمشاركتها في الحياة السياسية واعطاءها الفرصة الكاملة للاسهام في بناء هذا الصرح الشامخ لتصبح عضواً في مجلس الشورى وان تترشح للانتخابات البلدية. ولعل ابرز ما يميز السنوات الماضية الكم الهائل من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية العملاقة التي اختصرت الزمن وسابقت الخطط والاستراتيجيات لتقف المملكة على رأس هرم الدول التي تجاوزت حدودها التنموية حسب اعلان الالفية للامم المتحدة عام 2000م. غفران ابراهيم