أكد المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، أن الشعب التونسي غاضب من أداء الحكومة التي لم تعمل على تحقيق أهداف الثورة، مبيناً أن المجلس الوطني التأسيسي لم يحقق الهدف المرجو منه، وهو إنجاز دستور لتونس بسرعة ينهي المرحلة الانتقالية، وأضاف الجورشي خلال حواره لبرنامج "ما وراء الخبر" المذاع على قناة الجزيرة الفضائية، أن قطار ربيع الثورات العربية الذي انطلق من تونس، يحتاج إلى المراجعة وإعادة النظر المتسم بالعقل والمنطق، لأن متطلبات البدء والانطلاق تختلف عن مقومات الإنجاز والنجاح في سبيل تحقيق أهداف الثورة التونسية، التي أصبحت بمثابة الاختبار الحقيقي لطبيعة حركات الإسلام السياسي التي وصلت إلى السلطة في كل من تونس، ومصر، وليبيا، والمغرب، ودورها المتنامي حالياً، وأشار إلى أن حكومة حزب النهضة برئاسة السيد حمادي الجبالي، حافظت على التوجه الاقتصادي النيوليبرالي الذي كان يسير فيه النظام السابق، أي ذلك التوجه الواضح نحو الإبقاء على ارتهان الاقتصاد التونسي بالنظام المالي العالمي، وتحديداً مؤسسات مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، ولذات الصلة بالولايات المتحدة التي وصفها "الغنوشي" بعد فوزه الانتخابي بالصديق التاريخي. كما رأى الجورشي أيضاً أن الحكومة الحالية اصطدمت بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت السبب الرئيسي في اندلاع الثورة التونسية، كارتفاع معدلات البطالة، والتفاوت الصارخ في مجالات التنمية بين مختلف مناطق البلاد، والفساد، والتي يمكن أن تؤدي إلى تأجيج الأحداث من جديد، مشدداً على أن حكومة الجبالي لم تتمكن من وضع حد لهذه الظاهرة المستشرية في مؤسسات الدولة، فضلاً عن أحداث العنف المحلية المرتبطة بإعادة توزيع السلطة، وتكاثر شبكات التهريب التي تسهم في تفاقم مشكلة التضخم، ولفت إلى أن الإسلام السياسي من وجهة النظر الأمريكية ليس متوافقاً مع أهداف الثورة في تونس، كما أن التوجه الإسلامي الإخواني لحركة النهضة يمثل في حد ذاته فكراً رجعياً معادياً للحداثة والديمقراطية والحرية، ونوّه الجورشي إلى أن الأحزاب المستلهمة من القيم الإصلاحية الإسلامية، والتقاليد الوطنية التونسية، والأحزاب اليسارية، والديمقراطية، تمتلك فرصة أكبر في الوقت الحالي للتطور، كي تصبح على المدى الطويل أحزاباً شعبية قادرة على نيل الأغلبية في الانتخابات المقبلة، وبما يكفل تحقيق آمال وطموحات التونسيين.