شاب سعودي الأصل والمنشأ والولادة توظف في إحدى الشركات السعودية الرائدة كموزع ثم تدرج بجهده واخلاصه حتى وصل إلى رئيس قسم الموارد البشرية في الفرع الرئيسي للشركة، أدار عمله بأمانة واقتدار ولكن أصحاب المصالح الخاصة في ذلك الفرع حاربوه حرباً شعواء لأنه لم يلين جانبه لاهدافهم الرخيصة مدعومين بحرف الواو الذي كم رفع وضيع في عمله واسقط امين ٍمخلص في عمله ، ظل صابراً على هذا الحرب دون أن يبادلهم باساليبهم السيئة التي يمارسونها ضده، فاض الكيل وانقطع به حبل الصبر فقدم استقالته من الشركة وذهب إلى شركة أخرى وفي ذات يوم اتصل به أحد مسؤولي الشركة التي كان يعمل بها وطلب مقابلته، ذهب لمقابلة المسؤول الذي طلب منه أن يعيد خدماته في المركز الرئيسى على وظيفة مساعد مدير الموارد البشرية، وافق وباشر عمله بأمانة وإخلاص، أراد الله أن يصاب مدير الموارد البشرية في الشركة بحادث اقعده ولم تجد الشركة بديلاً له إلا هذا الشاب، صدر قرار تعيينه على وظيفة مدير إدارة الموارد البشرية وعُمم القرار على فروع الشركة، كان هذا القرار بمثابة الصاعقة التي صعقت الذين حاربوه في ذاك الفرع وبدأوا في التودد إليه ومجاملته خوفاً من ردة فعله ولكنه بقي على طبعه يبذل قصارى جهده في الارتقاء بعمله بعيداً عن أية تصفية حسابات، في يوم من الايام تبلغ الفرع الذي كان يعمل به بقرار منه مضمونه تعيين عدد من الموظفين لسد العجز في ذاك الفرع، الخلاصة أن هذا الشاب تعامل بعقلية ناضجة وباخلاقه الأصيلة وامانته واخلاصه في عمله ولم يتعامل بحقد وضغينة مع من أساء إليه وهنا تكمن الفروق بين من يعمل بصبر وإخلاص وصفاء سريرة وبين من يعمل بمكر للإضرار بالآخرين لتحقيق مصالح شخصية... هذه قصة حقيقية وليست من نسج الخيال حدثت في وقت ليس بالبعيد وفيها عبرة لمن أراد أن يعتبر.