اعتبر الداعية والمفكر السعودي سلمان العودة، التعصب تركيبًا نفسيًا داخليًا، صاحب العرب بثاراتهم القبلية ولا يزال يصاحبهم حتى اليوم، جاء ذلك في مقال كتبه اليوم الجمعة، في موقعه الشخصي تحت عنوان "مُتعصّب". وتطرق العودة إلى ملاعب كرة القدم والتعصب الذي أصبح ملازمًا لها، فقال "حين يلتقي في ملعب الكرة ناديان عريقان كالنصر المتصدر والهلال المتألق سيكون علينا أن نبحث عن موضع التعصب!". وأضاف: "التعصب لم يولد مع الكُرَة، بل هو تركيب نفسي داخلي كان معنا في ثارات القبيلة ولا يزال! تعلمنا ودرسنا وذهبنا إلى بلاد العالم واختلطنا بالشعوب وصرنا نوصف أحيانًا بأننا (مثقفون)، ولا يزال بعضنا يتعصب لمدينته أو منطقته وكأنها العالم كله، ولا يحس ب(الوحدة) الروحية والنفسية والإنسانية حتى مع بني بلده!". وتساءل العودة عن سبب السب والنقص لمن يختلف معنا بالأفكار، معتبرا أن البعض يتخذ التعصب لرأيه في الجدل والمناظرة دليلًا وحيدًا، على الرغم من اختلاف الانتماءات الفكرية والمذهبية والتي يكون الاختلاف بالرأي نتاجًا طبيعيًا لها. وعدَّ العودة أن "أعظم انتصار هو التغلب على نوازع النفس المريضة والتسامي عن الأحقاد والضغائن والعنصريات؛ لأن الإيمان قناعة تخاطب العقول والقلوب، وليس عسفًا أو قسرًا بغير اختيار". وأوضح العودة أنه "لا يلام المرء على انتمائه لأسرته أو قبيلته أو منطقته أو إقليمه، والانتماء وفاءٌ وبرٌّ وصلة"، متسائلا: "لماذا نظن أن الانتماء يعني مصادرة الآخرين؟ ، هل استطعت أن تكتشف فيروس العنصرية وهو يتسلل إلى دمك؟". واختتم العودة مقاله بتوجيه سؤال للقارئ: "هل أنت متعصب؟"، متوقعًا أن تكون إجابة القراء لا بسبب الهدوء الذي ينعمون به الآن، معتبرًا أنه عند احتدام الغضب سيقول المتعصب كل الناس متعصبون وليس أنا فقط.