ظل المجتمع المصري ممسكا بزمام الظرف لسنوات طويلة، فحين يريد المرء الإشارة إلى الروح (الحلوة) لم يجد مثالا حيا سوى المجتمع المصري واصفا إياه بالمجتمع المرح الذي يسخر من أوضاعه بواسطة (النكتة) ويبدو أن هذا الحكم لم يكن صائبا تماما،فالحكم يعمم حينما يكون الناقل له ممتلكا أدوات البث والترسيخ،وقد تم تعميم امتلاك الشعب المصري للروح الفكاهية دون سواه من المجتمعات العربية الأخرى بسبب العجلة الإعلامية الضخمة التي كانت تبث تلك السخرية من خلال المسلسلات والأفلام ومع تغير الزمن ودخول وسائط تواصل اجتماعية متعددة أظهرت مجتمعات أخرى تمتلك هذه الروح الفكاهية . وقد غدا المجتمع السعودي حاملا لسخريته اللاذعة وموزعا إياها على كل مناحي الحياة بواسطة (النكت) التي نشط قائلوها في توليدها وبثها عبر وسائط التقنية مع وجود المستهلكين لها وتناقلها يوميا وبكثافة عالية .. وقد أصبح للمجتمع السعودي (تيمات) تتقدم أي نكتة لكي تحيل إلى التراكم الكمي (من النكت) في بناء هرمي لكل حالة على حدة،وبعيدا عن تأويل تزايد نسبة هذا الظُرف يمكن الالتفات إلى نوعية الساخر وعلى من يطلق سخريته،وليكن نموذجنا (الرجل والمرأة) فهما الوعاء الذي تجسد فيه تأسيس (التيمة) والبناء عليها وفي هذا إشارة إلى تأزم ثقافي بين الطرفين. وفي هذا الشق تحديدا بدأ الرجل بسخريته من المرأة مقارنة لما يشاهده من جمال متنوع يبث عبر القنوات الفضائية، كانت البداية أن أحدهم بدأ نكتته بوصم الفتاة بأنها تتدلل وتطلب وتتشرط بينما (ركبتها سوداء) مقارنة بالآخريات في أوطان عربية أو أوروبية وسرعان ماتحولت الركبة السوداء الى تيمة لبناء كل النكت على المرأة، هذا الهجوم الساخر واللاذع لم يكن بالإمكان تفويته في عصر تساوي فرص البث من خلال امتلاك الجميع لوسائل التقنية،فسرعان ما جاءت امرأة لتصم الرجل بأنه يطلب منها التجمل والتزين بينما هو على حاله لايحدث أي تغيير لهيئته حينما يكون داخل البيت ويريد كل شيء وينسى أن العربي أو الأوروبي يتزين داخل بيته بينما هو يجلس بسرواله وفنلته، وحالته المزرية،ومن هنا تشكلت تيمة ( أبو سروال وفنلة) .. ومن هاتين التيمتين انطلقت النكات المتبادلة بين الرجل والمرأة والملاحظ أن المرأة أجادت في سخريتها كما هو الرجل.. وأعتقد أن هذه النكات المبثوثة مادة دسمة لو أراد باحث قراءة تحولات المجتمع السعودي من الداخل (داخل الأسرة) سواء كانت دراسة نفسية أو اجتماعية . كما أن انتشار تلك النكت لايدعو إلى القلق فهي حالة تنفيس طبيعية لما يجده الفرد من غياب عنصر الاختيار أو اكتشاف سوء الاختيار.. وأخيرا ستجد ( أبو سروال وأم ركبة سوداء ) كمادة فكاهية تكشف لنا إلى أي مدى تتقارب القناعات أو تبتعد . للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]