ترقب واسع لعودة العلاقات الاستثمارية والاقتصادية السعودية الكورية إلى سابق عهدها في السبعينات الميلادية عندما انخرط الكوريون بمساهمة كبيرة في الطفرة التنموية التي كانت تمر بها المملكة وشاركوا في الدفع بعجلة التنمية والبنى التحتية في تلك الحقبة، وصارت العديد من المباني الحكومية الشامخة علامة فارقة ودالة على حجم تلك العلاقة الاستثمارية التي كانت تربط المملكة وكوريا. وشكل منتدى الأعمال الاقتصادي السعودي الكوري أول قناة مهمة للحوار الاقتصادي والاستثماري مع كوريا الجنوبية. "الوطن" تواجدت في العاصمة الكورية سول، وأجرت لقاء مع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كوريا أحمد بن يونس البراك على هامش المنتدى، وذلك لمعرفة أسباب انقطاع العمالة الكورية عن المملكة، حيث أكد أن الكوريين كان لهم دور كبير في المساهمة بالنهضة التنموية التي شهدتها المملكة في تلك الفترة، مبيناً أن العودة ستكون أقوى مما كانت عليه في السابق، كما تطرق إلى العديد من المواضيع والقضايا المهمة من خلال اللقاء التالي: ** في السبعينات الميلادية كان وجود المهندسين والعمالة الكورية مكثفا في المملكة.. أين هم الآن؟ وجود الكوريين في المملكة كان مكثفا خلال السبعينات والثمانينات وكان لهم دور كبير في المساهمة بالنهضة التنموية التي شهدتها المملكة في تلك الفترة ولكن العودة ستكون أقوى مما كانت عليه في السابق، ولو تكلمنا بلغة الأرقام فيوجد أكثر من 120 شركة كورية لها مقر ثابت في مختلف مناطق المملكة سواء في الرياض أو المنطقة الشرقية وغيرها، وهناك شركات موجودة في الاراضي السعودية ولها استثمارات كورية 100% بالإضافة إلى الاستثمارات المشتركة مع الجانب السعودي، أما التوجه الحالي يتلخص في نقل الصناعة الكورية إلى المملكة، وهناك عدد من الشركات لديها مشاريع خاصة بمشروع وبناء المصانع في المنطقة الشرقية وسيكون لهم دور كبير في تنمية الصناعات المتوسطة والصغيرة. ** ما الأسباب وراء انقطاع العمالة الكورية من المملكة؟ لم يكن هناك انقطاع ولكن كوريا شهدت خلال السنوات الماضية طفرة كبيرة حيث كانت العمالة في تلك الفترة من السهل الحصول عليها، وكانت موجودة في السعودية بأسعار مناسبة ولكن الآن العمالة الكورية أصبحت أسعارها مرتفعة وتشكل تكلفة إضافية على المشاريع، ولذلك لم تعد موجودة أسوةً بالسابق، ولكن الكوريون بصفة عامة موجودون ومستمرون والنمو في ازدياد بحسب الأرقام؛ حيث كان في السابق حجم التبادل التجاري أكثر من 4 مليارات بينما العام الماضي فاقت ال 49 مليار دولار، وبالتالي فإنها تضاعفت بشكل كبير، وأيضاً اختفاء العمالة الكورية من المملكة يعود إلى الغلاء وارتفاع مستوى المعيشة لديهم في كوريا مما جعل الشركات الكورية تعتمد على العمالة الأجنبية ماعدا الفنيين والمهندسين فقط. والعمالة الفنية والخبراء الكوريين مازالوا موجودين في أراضي المملكة ولا يمكن الاستغناء عنهم وهم الذين يديرون أكبر المشاريع التنموية في المملكة. ** كيف تقيم منتدى الأعمال الكوري السعودي.. وهل أنت مقتنع بما خرج من توصيات تصب في صالح المملكة؟ المنتدى له أهميتان في الجانب التجاري والاقتصادي الذي يعقد بين المملكة ودولة كوريا ومن المنتظر أن يضيف بعداً جديداً في العلاقات الاقتصادية. ومن جهة أخرى يأتي قبل الزيارة الرسمية المقررة لفخامة رئيسة جمهورية كوريا إلى المملكة خلال الربع الأول من العام القادم وأرجوا أن يوفر هذا المنتدى فرصاً جيدة للمستثمر الكوري للاطلاع على صلابة الاقتصاد السعودي والفرص الاستثمارية المتاحة التي يوفرها اقتصاد المملكة في هذه الظروف التي يمر بها الاقتصاد الدولي حالياً. ومن المناسب التركيز على الاستثمار المشترك في كلا البلدين. ويمكن أن يتم توطين بعض الصناعات الكورية في المملكة بشراكة كورية مع رأس المال السعودي الخاص والحكومي. ** ما أبرز منتجات المنشآت المتوسطة والصغيرة الصادرة من كوريا إلى المملكة؟ أبرز المستوردين السعوديين يتجهون للمنتجات الإلكترونية والأجهزة المنزلية والملابس ومواد البناء علاوةً على استيرادهم للسيارات، حيث كانت المملكة ثالث دولة مستوردة للسيارات الكورية أما الآن فهي الثانية بعد الولاياتالمتحدة الأميركية بأكثر من نصف مليون سيارة سنوياً. ** وماذا عن أبرز صادرات المملكة إلى كوريا؟ النفط يعتبر المورد الأول لكوريا إضافةً إلى مواد البتروكيماويات وصناعات البلاستيك والزيوت والأسماك والروبيان وغيرها من المنتجات السعودية. ** ما أهم المشاريع الكورية الجديدة في المملكة؟ تم التوقيع مع شركة "دايو" لإنشاء مصنع لقطاع غيار السيارات في المملكة وكذلك ال جي للإلكترونيات وبالتالي تحتاج إلى موردين وداعمين، والصناعة إن وجدت سواءً كانت كبيرة أو متوسطة سوف تنشأ على غرارها صناعات أخرى. وهناك مصنع إس إم تي الذي جاري إنشاؤه ويمتلك إلى أربعين مصنعا مساندا ما بين المتوسط والصغير. ** كيف تقيم جودة المنتجات الكورية؟ الكوريون اهتمامهم بالجودة يأتي في المقام الأول وهذا سبب نجاحهم كونهم يعتمدون على الصادرات، ولديهم أجهزة حكومية معنية بمراقبة الجودة وأكبر دليل على ذلك منشآتهم القديمة في المملكة التي مازالت محافظة على جودتها بالرغم من مرور السنين، ولذلك على جميع المستهلكين السعوديين ان يطمئنوا على جودة المنتجات الكورية كونها رائدة في هذا المجال. ** ما آخر مشاريع استثمارات الطاقة النووية في المملكة؟ تم توقيعاتفاق مبدئي قبل سنتين على التعاون مع شركات كبرى في هذا المجال بوجود رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم يماني، وهو يشارك في المنتدى كون هذا الموضوع مطروحا من قبل رجال الأعمال، وسنبدأ معهم في تدريب الكوادر وتعزيز البرنامج السعودي في مجال الطاقة المتجددة.