كما هو الحال عند تأسيس كيان المملكة الشامخ على يد المغفور له «بإذن الله» الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، حيث كانت أبواب مجالسه مفتوحة لكل المواطنين؛ لرفع مطالبهم وشكاواهم إليه، وكان يُصغي لما يرفعون ويُلبّي احتياجاتهم، فإن تلك المجالس لا تزال مفتوحة في عهد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله». وقد اتضح ذلك بجلاء من خلال تضاعيف كلمته الضافية أثناء استقباله أصحاب المعالي الوزراء والقادة العسكريين السابقين، وأمراء الأفواج، ومشايخ القبائل، وعددًا من الأعيان والمواطنين الذين قدموا للسلام عليه «يحفظه الله»، فقد أكد للحاضرين «أن أبوابنا مفتوحة وآذاننا مفتوحة وهواتفنا مفتوحة لمن له منكم رأي أو حاجة». وهكذا يؤكد المليك المفدى استمرارية سياسة الأبواب المفتوحة التي بدأ بها المؤسِّس حُكمه العادل، وسار على نهجه أشباله الميامين من بعده حتى العهد الزاهر الحاضر تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله». وباستمرارية تلك السياسة الحكيمة يتجلى عُمق التلاحم بين القيادة والشعب، ويتجلى سر النعمة التي يتمتع بها أبناء هذا الوطن المعطاء، والمرتبطة جذريًا بتطبيق تشريعات العقيدة السمحة المستقاة من الكتاب والسُّنة في كل أمور الدولة وشؤونها. وقد أدى ذلك منذ عهد التأسيس ومرورًا بكل العهود المتلاحقة حتى العهد الحاضر إلى نشر المزيد من عوامل الأمن والاستقرار والرخاء في كل جزءٍ من أجزاء الوطن. إنها نعمة كبرى تقتضي من سائر أبناء المملكة شكر المولى القدير عليها، وتقتضي في ذات الوقت المحافظة عليها واستمراريتها؛ لما لها من مردودات إيجابية فاعلة أدت إلى تطوير وتحديث وازدهار البلاد في شتى ميادين ومجالات النهضة والبناء. فالاستقرار والأمن، والرخاء الذي يتمتع به كل مواطن على هذه الأرض المقدسة نعم تعود أسبابها الرئيسية والأساسية إلى تمسُّك قادتها منذ عهد التأسيس حتى العهد الحاضر بالتشريعات الإسلامية السمحة وفقًا لما جاء في كتاب الله وسُنّة خاتم أنبيائه ورسله «عليه أفضل الصلاة والسلام». وكما أكد المليك المفدّى في ذات كلمته الضافية فإن هذه البلاد العزيزة التي كرَّمها الله «عز وجل» بهبوط الوحي فيها، وجعلها منطلقًا للإسلام والعروبة، وهو تكريم يمثل نعمة كبرى أسبغها المولى القدير على هذا الوطن إلا أنها في الوقت ذاته تمثل مسؤولية كبرى لابد من تحمّلها والاضطلاع بها خدمة لأبناء هذه الديار المقدسة وخدمة للحرمين الشريفين وخدمة لسائر المسلمين. وتلك النعمة تبدو واضحة للعيان من خلال تمتع هذه الديار «بحمد الله وفضله»، ثم بفضل القيادة الرشيدة، بالأمن والأمان والاستقرار وتمتع أبنائها بالرخاء والطمأنينة ورغد العيش والحياة الكريمة في زمن تغلي فيه الكثير من أقطار وأمصار العالم كالمرجل بالاضطرابات والفتن والتناحر. ويعود ذلك في أساسه إلى تمسّك قادة المملكة منذ تأسيسها وحتى العهد الحاضر الزاهر بتعاليم وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة التي ما خاب مَن تمسّك بها، ولا ضلّ مَن اتخذ منها منهاجًا لتحكيمه في كل أمر وشأن.