أزالت اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية بالمدينةالمنورة "مسجد الكاتبية" والذي يقع في حي الزاهدية، بعد جدل استمر عدة سنوات حول إزالة هذا المسجد التاريخي، وقامت الإمارة خلال تلك السنوات بتشكيل لجنة متخصصة من عدت جهات حكومية لدراسة وجود قبر الصحابي الجليل رافع بن مالك الرزقي رضي الله عنه، في طرف المسجد، وفعلا قامت اللجنة بدراسة للتأكد من وجود القبر أو عدمه، وبعد سنوات من الدراسة والأبحاث المتخصصة وحفر المنطقة التي يقال إن القبر يوجد فيها، ثبت للجنة عدم وجود القبر في طرف المسجد كما يدعى بعض الباحثين والأهالي. وأجرت "المدينة" اتصالا بالدكتور محمد الخطري مدير فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة المدينةالمنورة، الذي أكد أنه لم يثبت وجود قبر الصحابي الجليل رافع بن مالك الزرقي في المنطقة المحيطة بالمسجد، بناءً على تقرير اللجنة التي تم تشكيلها بأمر من الأمير عبدالعزيز بن ماجد لدراسة موضوع المسجد من عدة جهات حكومية مختلفة. فيما أكد الدكتور أنور البكري أستاذ التاريخ وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة سابقا وعضو المجلس البلدي في اتصال ل "المدينة" وجود القبر في أحد أطراف المسجد وذلك من خلال الوثائق والكتب الموجودة لديه والتي تثبت ذلك، ولكن من خلال الحفريات التي قامت بها اللجنة لم تعثر على أي رفاة لشخص في تلك المنطقة، كما بلغت بذلك ولقد تم وعدنا ببناء مسجد جديد قريب يبعد عن منطقة المسجد القديم 200 متر. وكان الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة قد وجه بوقف أعمال الهدم والازالة في المسجد وتشكيل لجنة متخصصة لدراسة قضية المسجد، والتحقق من وجود القبر بعد مطالبة عدد من الأهالي بوقف عمليات الهدم للتحقق من صحة مطالبهم، وذلك بعد أن بدأت اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية قبل عدة سنوات في أعمال مشروع تحسين المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي (المنطقة المركزية) وظهور الحاجة إلى هدم المسجد الكائن في بداية الطريق المؤدي إلى مسجد قباء وإزالة المباني القديمة المحيطة به. أهمية المسجد وتعود أهمية المسجد في رأي المؤيدين لبقائه الى كونه يضم قبر الصحابي الجليل رافع بن مالك العجلان الزرقي وهو أحد شهداء معركة أحد التي خاضها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ضد كفار قريش ومشركيها في السنة الثالثة هجرية (625 ميلادية)، وهو من بني زريق التي كانت ديارهم في صدر الإسلام تمتد من باب العنبرية إلى قرب المسجد النبوي الشريف، وهو ما يفسر دفنه في هذه المنطقة، ومن فضله أيضا أنه كان من بين الذين بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام في بيعتي العقبة الأولى والثانية، وكان أحد النقباء الإثنى عشر وشهد بدرا واستشهد في غزوة أحد. نبذة عن مسجد الكاتبية مسجد الكاتبية هو مسجد صغير بني في القرن الهجري الثالث عشر ولا تعرف بالضبط سنة بنائه، وأقدم ذكر له ورد في رسالة علي بن موسى (وصف المدينة) التي كتبها سنة 1303ه.ولم تهتم الكتب التي عنيت بآثار المدينة بهذا المسجد كثيراً لقرب عهده من جهة، ولعدم ارتباطه بأسماء وأحداث مشهورة في تاريخ المدينة من جهة أخرى بإستثناء كتاب تاريخ معالم المدينةالمنورة قديماً وحديثاً للسيد ياسين الخياري وأورد معلومات منها: ان الذي أنشأ المسجد هو الشريف محمد بن علي السنوسي الأكبر حوالى عام 1250ه وأنه يوجد في محيط المسجد وليس داخله قبر صحابي جليل من شهداء أحد هو رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه، وهذه المعلومات التي جاءت في الرسالة غير دقيقة بل غير ثابتة، حيث من المرجح ان بعض السنوسيين جاءوا الى المدينةالمنورة في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري واستوطنوا فيها واشتروا عقارات في منطقة الكاتبية وأسسوا مسجد الكاتبية ضمن نشاطهم في تأسيس المساجد والزوايا. وتأكيداً لعدم ثبوت رواية الخياري ما كتبه الأستاذ ابراهيم العياشي الذي كان معاصراً للخياري وكان أكثر منه دقة ومنهجية عن قبر الصحابي رافع بن مالك، فقد أخذ العياشي برواية ابن شبه ايضاً وحدد مكان القبر استناداً الى ما ورد عند ابن شبه بأنه جوار بيت آل جمال الليل وهذا البيت بعيد عن مسجد الكاتبية يقع في الجهة الجنوبيةالغربية من مسجد المصلى «الغمامة» مقابل بيت آل الخريجي سابقاً. وكان مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة أعد دراسة خاصة عن مسجد الكاتبية، تبين فيها ان المسجد تأسس في النصف الثاني من القرن الثالث عشر للهجرة، وان الذي قام ببنائه هو الشريف محمد بن علي السنوسي الكبير، واشتهر بإسم الزاوية السنوسية، وقد تواترت الروايات عن وجود قبر داخل المسجد لا يعرف صاحبه. أما فيما يتعلق بأن القبر المشار إليه يعود للصحابي الجليل رافع بن مالك الزرقي فقد بينت الدراسة المشار إليها عدم ثبوت ذلك، وان السيد احمد ياسين الخياري (مؤلف كتاب تاريخ معالم المدينةالمنورة قديماً وحديثاً) هو الوحيد الذي نسب القبر إلى الصحابي الجليل ولم يوثق روايته، بل أن ماذكره (المؤرخ) ابن شبة في تحديد قبر الصحابي الجليل وتبعه (المؤرخ) العياشي يظهر انه بعيد عن المنطقة التي فيها مسجد الكاتبية، عند منزل آل جمل الليل. وذكر الدكتور عبد الباسط بدر مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة أن هذا الموقع يوجد في جنوب مسجد الغمامة وتعد هذه المنطقة مناطق بني زريق ومناطق بني زريق تمتد من باب العنبرية إلى قرب المسجد النبوي الشريف.