يضبط كثير من الناس بجدة ساعاتهم بعد صلاة عيد الفطر المبارك على موعد سنوي مع لقاء الأحباء للتهنئة بالعيد، ليس في أحد المنتجعات إنما لقاء مع أقاربهم الأموات في المقابر، كنوع من الوفاء لهم. فعند المرور بعد الانتهاء صلاة العيد عند أشهر مقبرتين بجدة، وهما (أمّنا حواء، والأسد)، تجد مئات الرجال والأطفال معًا متوجهين إلى المقابر يقصدونها ليس لدفن ميت بل للترحم على متوفى لهم فيها، وبعد أن مكث عبدالله السالم على قبر أخيه المتوفى منذ 5 أعوام قال: «آتي إلى هنا كل عيد، ففرحة العيد لم تنسني حزني على فراق أخي، فأدعو له، وكم كنت أتمنى أن يكون معنا يشاركنا فرحة العيد». ويقول: «بهجة العيد والفرحة لم تنسني حزني على أخي الذي فارق الحياة منذ نحو 5 أعوام»، وأضاف: إنه يحرص على زيارة أخيه بين الفينة والأخرى، وقال: «أدعو له في العيد مصطحبا معي أبنائي ليشاركوني الدعاء». بدوره، قال أيمن أبو شوشة: «أتيت لزيارة قبر والدتي حفاظًا على عادتي العتيقة عندما كانت والدتي على قيد الحياة، وكنت أتوجه إليها مباشرة في أول أيام العيد لأقبّل يديها ورأسها وأهنئها بالعيد». أما وائل الشريف (48 عاما) فقد فضّل اصطحاب أبنائه الثلاثة معه إلى المقبرة لمشاركتهم الوفاء لجدهم والترحم عليه، ويضيف: «اعتدتُ منذ أعوام عديدة على اصطحاب أبنائي معي بعد صلاة عيد الفطر المبارك من كل عام لزيارة جدهم المتوفى منذ 10 أعوام، ففرحة العيد لا تكتمل لنا إلا بزيارة والدي». وفي زاوية أخرى من مقبرة (الأسد) لفت انتباهنا منظر عدد من الشباب المكتسين حلة العيد، حيث ظلوا قرابة العشر دقائق متواصلة وهم يرفعون أكفهم بالدعاء إلى الله بالمغفرة والرحمة لفقديهم.