النهار يلفحني بقسوته، فتسيح الملابس على جسدي الممتلئ قليلاً، ويتساقط كل شيء في هذا الخلاء. هنا في عمق المدينة يتساقط كل شيء. يحدث ذلك في توقيت ثابتٍ من عمر الأرض، وأنت تقطع الطريق المؤدي إلى الرجل الذي اعتاد اقتحامي. هل يوجد على هذه الأرض ما هو أقسى من النهار؟ هل يوجد ما هو أوقح منه؟ أراه قابعاً في الجريدة التي أكرهها، في هذا الركن المكفَّن بالقسوة الأبدية. لكن الجدران القميئة في تلك الغرفة المكتومة؛ تحمل صور الشعراء الذين أحبهم، ويحبهم أيضاً الرجل الذي يفضل تلطيخ ملابسي قبل لقائك الدائم. أراه يتمعن في وجه الفضيحة بعينيه الفاحشتين، فتتحول إلى سكينٍ بارد، يقطع جسدي بشهوة محسوبة، ليبعثرني في الطرقات الضيقة تحت السقف الخانق، كي لا أذهب سالمة إلى التابوت. هنا في تلك الغرفة المكتومة، المغلقة دائماً على أصحاب الغواية، يجتمع أحد عشر رجلاً ليحصلوا على جثتي، وتأتي المرأة ذات العيون الدامعة لتخلع الجزء المحفور في جسدي، كي تذهب به مطمئنة إلى الشاطئ الآخر. ألملم أجزائي المبعثرة وأخرج من الأبواب الخلفية ملطخة بالدماء السوداء. آتي إليك لأخبرك بأنني مثلك تماماً، لا أحب الكتابة لكنني لا أفضل أن يذهبوا بجثتي نظيفة إلى قريتي. ليلقوا بها على شاطئ النهر، ربما قابلت هناك الطفل الذي يأتي في صباحات الشتاء النقية ليوزع الحلوى على الموتى الطلقاء قبل أن يذهب إلى حدائقه البعيدة. البعيدة مثلك يا حبيبي. نعم أنت بعيدٌ الآن. يكفي أنك تفكر في القميص الفاجر الذي جعلك تنزف الدماء لشهرٍ كامل. سأغفر لك إذا أتيتَ لي بالليل. الليل الذي أحببتَ رهافتَه وتواطؤَه معي حين كنت أمارس هواياتي الملعونة في شوارع القرية المسكونة بالموت. سأغفر لك حين تخبئ الليل في جسدك وتلفظ النهار الذي يجعلك معفَّراً بأتربة المدينة الحادة. الأتربة التي تحجب عنك رؤيتي في أيام الهلاك. أنت لم تتخلص بعد من غواية القميص الفاجر، وأنا قررت أن أتعاطى أقراص المنوم لأصحو سريعاً على وقاحة النهار. فقط أنتظر فضيحة جديدة.