تباينت ردود الفعل بين متابعي موقع تويتر على حلقة برنامج (حراك) الذي يذاع على قناة فورشباب 2، حيث وقفت مجموعة كبيرة بجانب د. محسن العواجي، الذي عبّر عن آراء هذه الشريحة باقتدار، وجمهرة أيضاً ليست بالقليلة من التيار الإسلامي أشادت بعقلانية الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في الحلقة، وفاز المشاهد بحلقة راقية من الأخوين توجها الشيخ عايض القرني بمداخلة ولا أروع، إضافة إلى مداخلة من الكاتب المتزن جمال سلطان، الذي وصل إلى لب القضية. في البداية أعطى مقدم البرنامج د. عبدالعزيز قاسم الكلمة للدكتور محسن العواجي الذي حيا من ثار غيرة على عرض رسول الله (وإن صدر منهم بعض ما يسوء)، مؤكداً أن من أساء لا يعرف قدر الرسول عند المسلمين، وأنحى باللائمة على السياسة الأمريكية التي تدعي حماية حرية التعبير، وأفرزت تلك السياسة إساءات سابقة قام بها متعصون، وقال: الإساءة الحالية هي امتداد لما سبق ولا تستغربوا ردة الفعل لأن الولاياتالمتحدة لم تكلف خاطرها وتمنع القس المتطرف "تيري جونز" من الإساءة لجميع المسلمين بعد أن أقدم على حرق القرآن، ولذلك فلا يحق لها أن تطالبنا بما عجزت عن القيام به. واستنكر العواجي الموقف الرسمي لقادة الدول الإسلامية، مشيداً بما صدر عن الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وكل دافع غيرة عن عرض رسول الله. وأكد الإعلامي والكاتب الصحفي جمال خاشقجي أن الفيلم مؤلم جداً ومستفز للغاية ووصل إلى أبعد ما يمكن أن يصل إليه عقل في الإساءة، ومن صنعه يريد أن يحفز فينا كل أسباب الغضب، مشيراً إلى ضرورة مخاطبة العقل لأن الأمة تمر بمرحلة نهضة وتحتاج إلى التركيز في التحديات، وقال: هذا الفيلم لا يحتاج إلى كل هذه الضجة لأنه ليس من إنتاج شركة كبرى ولا يعرف من هم خلفه ولذلك يجب ألا يأخذ كل هذا الحجم. وأشار خاشقجي إلى أن الاهتمام ينبغي أن ينصب على كيفية منع تكرار هذا الأمر حتى لا تقع الأمة في الفخ مرة أخرى. وألهب الشيخ الدكتور عايض القرني في مداخلته الهاتفية الأحاسيس والمشاعر، وأثار لواعج الشوق لرسول الله، مبيناً أن عرض رسول الله أطهر من أعراض العلماء ولا حياة ولا عزة ولا كرامة لنا ونحن نرى مشاهد قذرة كالتي جاء بها الفيلم، وبين أن الردود يجب أن تكون قوية وعادلة في الوقت نفسه، مشدداً على أهمية اتخاذ قرارات سياسية حاسمة من الحكام، إضافة إلى ردود قوية من مؤسسات مثل منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، مطالباً إياها بالتحرك واتخاذ القرارات المناسبة. واقترح الدكتور القرني بداية إنتاج مسلسل يتضمن سيرة الرسول يتم دعمه بكل ما يحتاج إليه من إمكانات لبيان فضله صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى تدشين حملة إعلامية ضخمة لبيان عدل الإسلام وجور من قتل الملايين باستخدام أبشع أنواع أسلحة الفتك والدمار. وفي مداخلة له أكد المفكر والكاتب الصحفي جمال سلطان أنه لا توجد خطورة على العلاقة بين المسلمين والأقباط بمصر على خلفية أحداث الفيلم المسيء للرسول، وقال: أتمنى أن تكون ردة الفعل على قدر من صدرت عنه الإساءة، وأعتقد أن ردة الفعل مبالغة فيها، واستغلت بعض القوى السياسية الموقف لإيصال رسالة سلبية إلى الغرب مفادها أن النظم القائمة غير مؤتمنة على البلاد. وعتب سلطان على الداعين للمظاهرات بمصر لأنهم لم يؤمنوها بالشكل المطلوب، موجهاً انتقاداً شديداً إلى القوى الليبرالية والعلمانية التي أقامت الدنيا من أجل فنانة ولم يحرك أحدهم ساكناً بعد أن انتقص من قدر رسول الله. واختتم مقدم البرنامج حلقته الرائعة موجهاً رسالة إلى الغرب بضرورة إيقاف النفاق الدولي الذي يحرص أهله على معاقبة كل من يشكك في الهولوكوست ولا يتحركون عندما يتعلق الأمر بمقدسات المسلمين، مطالباً بإقرار قانون لمعاقبة من يتطاول على الرموز الدينية على غرار قانون معاداة السامية.