- الرأي - خلود النبهان - جازان : مع ارتفاع درجات الحرارة واشتداد وطأة الصيف، تتوجه الأنظار في منطقة جازان إلى واحدة من أشهر فواكه الموسم وأكثرها حضورًا في الموائد الشعبية، إنها فاكهة الحبحب أو البطيخ، التي لا تخلو منها الأسواق والطرقات، ولا تغيب عن المزارع الممتدة في سهول صبيا وأبوعريش وبيش. يُعد الحبحب في جازان فاكهة صيفية بامتياز، يجمع بين الطعم الحلو والانتعاش الطبيعي، ويتميز بمذاقه السكري ولونه الأحمر الزاهي، فضلًا عن حجمه الكبير وقشرته الخضراء المخططة التي تُعد من علامات الجودة لدى أهالي المنطقة. تبدأ زراعة الحبحب في أواخر الشتاء، وتُقطف ثماره مع مطلع الصيف، حيث تشكل التربة الطينية الغنية في السهل الجازاني والمناخ الحار الجاف بيئة مثالية لنموه. يعتمد المزارعون على طرق الزراعة التقليدية، ويسقون المحصول من مياه الآبار، ويحرصون على قطفه يدويًا بعد أن ينضج تمامًا، حفاظًا على نكهته ومظهره الجذاب. يشهد موسم الحبحب رواجًا كبيرًا في الأسواق الشعبية، حيث تُنصب بسطات مخصصة على جانبي الطرق لبيعه، ويتوافد الأهالي من مختلف محافظات المنطقة لشراء الحبحب الجازاني المعروف بجودته العالية. ويحرص الأهالي على تناوله في الظهيرة ومع مغيب الشمس، باعتباره وجبة منعشة تساعد على مقاومة الحر، كما يُقدم في المناسبات الصيفية والأعياد، في مشهد يعكس ارتباط هذه الفاكهة بثقافة المائدة الجازانية. تُسهم زراعة الحبحب في تنشيط الحركة الزراعية والاقتصادية خلال الصيف، حيث توفر فرص عمل مؤقتة للشباب في القطاف والنقل والبيع، إلى جانب كونها مصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر الزراعية. لا تُختصر فاكهة الحبحب في مذاقها فقط، بل هي رمز من رموز الصيف الجازاني، تعيد إلى الذاكرة نكهة البسطات الريفية وتفاصيل الحياة اليومية في منطقة لا تزال تحتفي بأرضها وما تجود به من خيرات. ‹ › ×