قرأت في الصحف أن الشباب يستعملون الآن نوعا من الطلاء الشفاف الذي يحجب لوحات سياراتهم عن كاميرات نظام «ساهر» المروري، لكي يسرحوا ويمرحوا من دون أن تنالهم أعين الكاميرات المنتشرة في مختلف الشوارع لفرض النظام وحماية الأرواح والممتلكات. هذا السلوك هو بمثابة تحدٍّ للنظام، وإبداء النية لارتكاب جريمة مرورية مع سبق الإصرار والترصد، فالدولة لم تسعَ لهذا النظام إلا بعد أن استفحلت حوادث المرور وزاد الاستهتار بالأرواح في الشوارع، فكيف يأتي أحد ويحاول أن يحتال أو يتجاوز هذا النظام. ولدي اقتراح لإدارة المرور، أعتقد أنه يمكن أن يسهم في زجر المستهترين والمتجاوزين مروريا وإيقافهم عند حدهم، وهو تطبيق عقوبة جديدة تتمثل في سحب سيارات المخالفين لمدد تطول أو تقصر بحسب نوع المخالفة، وتوضع السيارات في أحواش خاصة وتفرض أرضية على كل يوم تمضيه السيارة في الحوش حتى تنتهي مدة العقوبة، وبالطبع ستتراكم المبالغ المالية كلما تأخر صاحب السيارة في تسلمها. وتعطى مهلة زمنية لاسترجاع السيارة، أو يكون للدولة حق التصرف فيها بالبيع لسداد الغرامة، ويعطى ما تبقى من ثمنها لصاحبها.والوجاهة في الفكرة تتمثل في أننا بسحب السيارة نكون حرمنا الجناة من سلاح الجريمة، وفي الوقت نفسه أجبرناهم على دفع الغرامة المالية عندما يأتون لتسلم سياراتهم.وقد يقول قائل: إن هناك من سيتضرر من هذا القرار، خاصة إذا كانت السيارة تخص عائلة، الأمر الذي يعطل مصالحها.. وأقول: إن المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، فإذا كانت العائلة غير قادرة على كبح جماح أبنائها فالنظام قادر. وبالطبع ليس الشباب وحدهم هم المستهترين، فهناك كبار أيضا يمارسون هذه الجرائم المرورية، وأعتقد أن هذا العقاب سيكون رادعا، فسيفكر المرء ألف مرة قبل أن يقدم على خرق قوانين المرور.