تأملت حوار شيخ الهلاليين الذي نشر في جريدة عكاظ السبت الماضي. فحوار مثل هذا النوع في نهاية الموسم الرياضي كان بمثابة (الطامة الكبرى)، ولو كان هذا الحوار مع عضو شرف آخر لأندية أخرى لقامت الدنيا ولم تقعد، كما أنه لو كان (الضيف) مشجعا صغيرا في السن والخبرة لأوجدنا له عذرا، وكما لو كان هذا الحديث ساخرا (ممازحة) مع رموز النصر في جلسة خاصة أو عادية لما أثار كل هذه الزوبعة، ولكن اسمحوا لي أن أتطرق إلى جوانب في حديث (ابن سعيد). الجانب الأول حديثه عن الأندية وتأسيسها، وقد كان يود أن يقول إنه صانع الرياضة في الوطن، مع أن رائد الرياضة الحقيقي الأمير عبدالله الفيصل بحكم أمور كثيرة، والتاريخ لا يمكن أن يغير ويلوى عنقه من أجل هذا أو ذاك. والنادي الأهلي أُسّس على أيدي رجاله برعاية من (الرائد الأول) على مستوى المملكة، كما أن (نادي الهلال) قد أسسه فعليا الأمير خالد بن سعود الذي أحضر ابن سعيد لمجلس الملك سعود وطلب له الدعم المادي والمعنوي، وهو ما حصل بالفعل عندما قدم له (المغفور له الملك سعود) ذلك البيت الذي باعه وصرف من عائده على تأسيس الهلال، كما أن من أطلق اسم الهلال هو (الملك)، ناهيك عما صرح به ابن سعيد في الحوار ذاته؛ حيث ذكر هذا الكلام، هذه واحدة من تجاوزاته، والثانية عندما عارض مقولة (المشخص) بأن “المكي” هو من أسس الشباب؛ حيث قال “هل يعقل أن يترأسنا سائق ونحن أبناء الأسر الميسورة؟”، هذه للأسف سقطة إنسانية لا تليق برجل يدعي (التأسيس) لأندية رياضية لما لهذه الكلمة من معنى سام، ناهيك عن تطرقه إلى طلب (الرمز النصراوي) أن يترأس النصر، وهذه ثالثة لا يمكن أن تصدق؛ فمن يعرف تاريخ الأمير عبدالرحمن بن سعود يعرف قدراته وإمكاناته وجدارته، وليس بحاجة إلى ابن سعيد أو غيره. أما الأدهى والأمرّ ف(تنكره لقدرات ماجد عبدالله الأسطورة) الذي اختاره الفيفا عدة مرات ولن يفيده رأي ابن سعيد أو غيره، مع أنه حاول إظهار فضل له على (الأسطورة)؛ فهو الذي جلبه من جدة مع عائلته! هل يعقل هذا الكلام غير (المهذب). ثم عاد للأهلي، واتهم لاعبيه بتركه، ومن ضمنهم أول كابتن وطني (عبدالرحمن الجعيد رحمة الله عليه)، ولأنه يقرأ التاريخ بالمقلوب فالجعيد ذهب في مهمة وطنية عسكرية، وكان أول مظلي ينزل من طائرة على أرض الكويت للدفاع عنها ضد غزو قوات عبدالكريم قاسم آن ذاك، ثم عاد ليسافر في دورة عسكرية أخرى في القاهرة، وبعدها انضم لنادي الوحدة. أما أن الهلال مظلوم من رعاية الشباب فهذه عاشرة المغالطات؛ حيث قال: “إن كل لجان الرئاسة ضد الهلال”، ولا أعرف كيف ومتى و(إزاي)؟ نعود إلى التصريح العجيب وإعلان كراهية النصر وذبح ابنه وأمور كثيرة لا تضر النصر، ولكنها تؤكد حقيقة واحدة لا ثاني لها، أن التاريخ الرياضي يكتب بالميول والأهواء، ولن نرضى أن يكون ابن سعيد ومن هم على نهجه (مرجعا تاريخيا)؛ فكل مؤرخ أصبح يغلط ويزوّر في التاريخ، وكل واحد منهم يدعي الأولوية له ولناديه، وهذا ما يدعونا إلى مراجعة بعض الكتب والمراجع التي كتبت بالأهواء، وعلى سبيل المثال (الكابتنية) على مستوى المنتخب؛ حيث ظهر لنا عدة أشخاص يؤرخون على هواهم، مع أن التاريخ لا يكذب ولا يتجمل، وسيظل (الجعيد) هو الكابتن الأول وطنيا، وليس أحد سواه، وهذه الوثائق موجودة، أما المزورون في التاريخ الرياضي فيجب أن تكف أقلامهم عن العبث بالتاريخ؛ فما زلنا أحياء، وما زالت الرياضة لها رجالها وروادها. خاتمة: المثل يقول “كلن يقرب النار يتم قرصه”.