رعت الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود صباح أمس فعاليات اللقاء الثاني لاتحاد المستثمرات العرب الذي تستضيفه السعودية على مدار ثلاثة أيام تحت عنوان (الأزمة الاقتصادية وتداعياتها على الدول الإسلامية والعربي)، بمشاركة نخبة من أبرز الاقتصاديات والمستثمرات العرب، وأوضح المستشار مصطفى أحمد كمال صبري الأمين العام لغرفة جدة أن مدينة جدة وحدها تضم أكثر من خمسة آلاف سيدة أعمال، وأضاف: “وجود عدد من المتخصصين والخبراء خلال هذا الملتقى وعلى رأسهم صالح بن عبدالله كامل رئيس مجلس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة سيعطي زخما كبيرا لهذا الحدث المهم وسيعود بأثر كبير على آفاق الاستثمار في الوطن العربي. من جانبها، أكدت ألفت قباني عضو اللجنة العليا للتعاون الدولي لاتحاد المستثمرات العرب ورئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بغرفة جدة أن إسهامات المرأة باتت ظاهرة في مختلف المجالات بالوطن العربي، مشيرة إلى أن اتحاد المستثمرات العرب أحد الاتحادات النسائية النشطة في العالم العربي وأحد الدعائم الأساسية لقضايا المرأة العربية في الاستثمار. إلى ذلك، عددت هدى يسي الإنجازات الكبيرة التي تحققت للاتحاد في الفترة الماضية وعلى رأسها إنشاء مدينة ميدوم الصناعية في محافظة بني سويف المصرية والبدء في تحديث وتطوير مصفاة مأرب باليمن لزيادة الإنتاج من عشرة آلاف برميل إلى 25 ألف برميل في اليوم، وأيضا إنشاء شركة الاستثمار العربي للتنمية الاقتصادية، مؤكدا أنه يجري العمل حاليا على إنشاء مجلة باسم الاتحاد، مبدية انبهارها بما حققته المرأة السعودية في الآونة الأخيرة، مستندة إلى الإحصاءات التي تقول إن 20 شركة عاملة في السعودية مملوكة للمرأة أو تدار من خلال النساء، وأن مجموع الاستثمارات النسائية تتجاوز 60 مليار ريال، في حين أن 75 في المئة من المدخرات الموجودة في البنوك السعودية نسائية، معتبرة ذلك مصدرا للفخر بالنسبة إلى المرأة العربية بشكل عام. وعرض صالح كامل ورقة عمل خلال الجلسة الأولى للملتقى بعنوان (الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها الاقتصادية) استعرض خلالها أسباب الأزمة في أمريكا، وأشار فيها إلى خطورة اعتماد الاقتصاد العربي على الاقتصادات الغربية، وقال: “لا يمكن لأي اقتصاد أن ينغلق على نفسه في ظل عولمة النشاط الاقتصادي، إلا أن ذلك لا يعني انكشاف الاقتصادات العربية أمام التأثيرات غير المرغوب فيها القادمة”، مشيرا إلى أن التشابه المطلق بين الهياكل المؤسسية للنظام المصرفي والأسواق المالية يؤدي بالضرورة إلى انتقال العلل الاقتصادية، ومن تلك الشواهد الخطر المحقق على الأموال العربية في الغرب وتأثر الأسواق المالية العربية وانخفاض مؤشراتها وخسارة المتعاملين فيها وتصفية بعض صناديق الاستثمار وإفلاس بعض شركات الأوراق المالية وظهور بوادر ومعالم كساد وتجميد أو الحد من منح التمويل والتسهيلات الشخصية وتأثر القطاع الحقيقي بما يحدث في القطاع المالي، وطالب كامل بأهمية وجود أيديولوجية اقتصادية وسطية في العالم العربي وإحاطة النشاط الاقتصادي في المنطقة بسياج من الأخلاق والقيم وحماية النظام المالي العربي من التأثيرات الضارة. يشار إلى أن اللقاء الثاني لاتحاد المستثمرات العرب سيواصل أعماله اليوم بعدد من المحاضرات تتخللها حوارات ومداخلات مهمة من المتخصصات والمستثمرات العرب، ويختتم أعماله غدا بإصدار التوصيات النهائية.