استبعد محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور عبدالرحمن الجعفري بطريقة «دبلوماسية» إمكانية تراجع الهيئة عن قرارها السابق بإلغاء مجانية التجوال الدولي، وهو الأمر الذي دعا إليه مجلس الشورى أخيرا، مع إمكانية تعويض قيمة تلك المكالمات الدولية من خلال تعظيم الاستفادة من المستجدات التقنية الحديثة، وعلق على ما أثاره مجلس الشورى بأن « كل طرف له رأي خاص، ولكن هناك دراسة أعدتها مؤسسة (المستشارون العرب) تفيد بأن الأسعار في المملكة في المتوسط أو أقل». ورفض قيام بعض شركات الجوال بإرسال رسائل دعائية للأفراد دون إذن مسبق منهم، وقال إن هناك تنظيما بهذا الخصوص، وعقوبات أيضا للشركات المخالفة .. وقال «مازحا» علينا أن نأخذ تجربة ساهر في هذا الشأن. وحول المعلومات التي ترددت حول قيام مستثمرين من دولة الإمارات بشراء أسهم في شركة زين، قال الجعفري في لقاء مع رجال الأعمال نظمته غرفة الشرقية أمس «لست متأكدا من صحة المعلومات، وعلى أي حال هذه المعلومات هي شأن خاص بالشركة، وما يهمنا في السوق السعودية هو مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة، وأن تكون على مستوى عال من الجودة، وبأسعار مناسبة». وأضاف الجعفري أن الهيئة لم تمنح حتى هذه اللحظة أي شركة تقديم خدمات الهاتف الثابت غير «شركة اتحاد عذيب »، وقال «إن هناك خلطا بين أمر الترخيص، ومنح الترخيص، فأي شركة حتى تحصل على الترخيص من الهيئة عليها أن تنهي معاملاتها من وزارة المالية، ثم التجارة والصناعة، ومن بعدها تحصل على ترخيص الهيئة». وحول «الفوترة » وما أحدثته الإجراءات الداخلية لدى شركة الاتصالات السعودية قال الجعفري إن الهيئة تستقبل كافة الشكاوى، ومجلس الهيئة سبق أن أصدر قرارا بهذا الخصوص، وألزم الشركة بأن تقوم بحل المشكلة وديا مع العملاء. وبالنسبة لأسعار خدمات الاتصالات أوضح الجعفري أن الهيئة تقوم بعمل متوازن، لتحفظ ديناميكية السوق، وحتى لا تصبح جهة أو شركة واحدة محتكرة للسوق، « لذلك فالهيئة تعمل على ألا تدع مجالا لإخراج المنافسة من السوق، وأن تتاح للمواطن العديد من الخيارات، وبالنسبة للأسعار فهي تنخفض تدريجيا وهي مستمرة في الانخفاض» لافتا إلى أن أسعار المكالمات لا علاقة لها بنصيبها من أرباح الشركات، «نحن لا ننظر إلى أرباح الشركات، وإنما يهمنا هو ما تقوم به من تطوير شبكاتها وخدماتها والتزامها بالجودة والأسعار المناسبة». وحول «البطاقات مجهولة الهوية» قال إن الهيئة وضعت كل القواعد الخاصة لذلك وتعاقب أي شركة توزع مثل هذه البطاقات، موضحا أن الهيئة أوقفت تراخيص أربع شركات تقوم بإرسال الرسائل عبر شرائح مجهولة. وعن أسعار الإنترنت قال الجعفري إن الأسعار تميل إلى الانخفاض، «ونأمل أن تصل إلى مستوى انخفاض أكثر، ولكن ليس بصورة لا تضر بالسوق»، نافيا علمه بوجود دولة تقدم خدمة الإنترنت مجانا قائلا «لا نمنع الشركات من أن تقدم أسعارا أقل». وحول التنسيق مع دول مجلس التعاون حول « تسعيرة موحدة» في حال التجوال الدولي فيما بينها، أفاد الجعفري أن هذا الأمر ليس على مستوى الخليج العربي، بل على مستوى العالم العربي، وإذا تم الاتفاق على تسعيرة محددة، نرحب بذلك كجهة لمراقبة سوق الاتصالات . وبخصوص خطة الترقيم قال الجعفري إن الخطة الجديدة للترقيم موضوعة على موقع الهيئة على الإنترنت للاطلاع وإبداء الرأي من قبل الشركات والمواطنين، وفي حال إقرارها فسوف تستمر دونما تغيير لأكثر من 20 عاما، وأوضح أن هناك تنسيقا بين الهيئة والجامعات السعودية حول استحداث مناهج دراسية في مجال الاتصالات والتقنية، كما كان للهيئة مشاركة في إعداد لائحة النشر الإلكتروني التي أعلنتها وزارة الثقافة والإعلام أخيرا. وأشار إلى أن الهيئة بصدد إعداد دراسة لتطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، وأن عدد شبكات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط بحلول 2014 سوف يصل إلى 22 مليون شبكة إنترنت، بمعدل نمو سنوي 13% .