دعا عضو هيئة كبار العلماء سابقا الشيخ الدكتور سعد الشثري، أفراد الأمة عامتها وخاصتها إلى انتهاز موسم الحج لحل المشاكل والتواصي بالخير والنهوض بالأمة والرقي بالعالم الإسلامي، مشيرا إلى أن الحج له مقاصد عظيمة وليس مجرد عبادات خالية من التفاعل الروحي «فالرسول صلى الله عليه وسلم استغل خطبة عرفة لتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، وشرح القضايا السلوكية والتعبدية المهمة، فهي مناسبة عظيمة لنصح الناس وإرشادهم على اعتبار أن الجميع في هذه اللحظة مستعد للخير ومقبل على الطاعة بصدر منشرح». واستأنف الشثري حديثه عن الحج ضمن محاضرة ألقاها في منتدى المحمدية الثقافي بالرياض، فأشار إلى تأثير الحج على حياة الناس وتدربهم على جملة من العادات والأنظمة التي تخدم حياتهم العامة والخاصة «ومن ذلك وجود أمير للحج يأتمر الناس بأمره وينتهون بنهيه، وهذا يعودهم على السمع والطاعة، وكذلك الإكثار من ذكر الله سبحانه ودعائه والتضرع إليه، وهو أمر سينعكس على حياتهم اليومية حين يرجعون إلى أهلهم وبيوتهم». ومن مقاصد الحج التي أوضحها الشثري لضيوف المنتدى، تعويد الناس على النظام في ذهابهم إلى المشاعر وأدائهم للمناسك، وتكريس احترامهم للآخرين «فالحج عبادة سلوكية يتجلى فيها التواضع وتظهر فيها شمائل البشر وأخلاقهم الطيبة، فالجميع يرتدي إزارا واحدا وبلون واحد، ويستوي في ذلك الأمير والخفير، وهي أيضا من علامات وحدة الصف بين المسلمين». وتطرق الدكتور الشثري إلى كون الإسلام يتشوف إلى تعليق القلوب بالله عز وجل ويبحث في كل تعاملاته التعبدية للتيسير على الناس بتعليقهم بالسنة النبوية الصحيحة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «يسروا ولا تعسروا»، فالتيسير مقصد مهم من مقاصد الحج أتى الإسلام لتكريسه من خلال هذا المنسك والركن الشرعي الخامس من أركان الإسلام الخالدة. وأكد الشثري أن الإسلام اشترط على المرأة الحج مع محرم حفاظا عليها وحرصا على سلامتها وأمنها، مشددا على ضرورة التزامها بهذا الشرط «فإن تعذر عليها السفر مع محرم سقطت عنها الفريضة، وأرجو أن يكون أجرها عند الله كاملا غير منقوص ما دامت التزمت بأمر الله ومكثت في بيتها، وقد يكون أجرها أعظم».