عادت «هريسة أبويمن» للظهور مجددا في شوارع الرياض، بعد غياب دام طويلا بعد أن عاد صناعها اليمنيون إلى بلادهم، في وقت كانت تجد فيه إقبالا كبيرا خاصة في رمضان، لمذاقها الفريد ومكوناتها المغذية، وهي السميد والسمن البري والسكر. وقال الشاب يمني مجاهد «بائع هريسة»: إن أكثر زبائنه من كبار سن الذين يتذكرون طعم الهريسة التي اختفت لفترة طويلة عن الرياض «هذه الحلوى كان يصنعها اليمنيون إلا أنهم عادوا إلى بلدهم قبل 30 عاما ولم يبق منهم أحد». وأضاف أنه كان في اليمن في عطلة قبل أكثر من ثلاثة أعوام فسمع من بعض كبار السن عنها وعن أماكن بيعها في الرياض، وكيف كان الناس يقبلون عليها، ففكر في ممارسة هذا النشاط «اتفقت مع أحد المحال الكبرى على صناعتها لهم بعد أن أحضرت مكوناتها من السميد والسمن البري والسكر ومكونات أخرى». ويصنع مجاهد كميات كبيرة من الهريسة التي وجدت طريقها لقلوب الكثيرين، خاصة في رمضان، حيث يحضر معه العديد من الصواني «أصبح لدي زبائني الذين يطلبون الهريسة بالصواني وحتى بعد رمضان، فإن طلبات الزبائن لا تنقطع». ويقول عبدالعزيز المزيعل «متسوق»: إن له ثلاثة أعوام يشتري الهريسة من مجاهد. أما في رمضان فيأتي للحصول عليها يوميا لطعمها الخاص ولذتها التي قلما توجد في بقية الحلويات الأخرى. وأشار أحد المسنين ويدعى أبوعبدالعزيز إلى أن الهريسة التي يبيعها مجاهد أعادتهم إلى الوراء أعواما كثيرة «عندما كنا صغارا كان هناك يمنيون يبيعون الهريسة وكانوا يحملون صوانيها على رؤوسهم ورائحتها تجذبنا، ولما لم نكن نملك نقودا وقتها فقد كنا ندفع بأولئك الباعة إلى الأرض حتى تقع صواني الهريسة على الأرض، ثم نندفع لنجمع ما نقدر عليه حتى جيوبنا نملؤها بالهريسة».