نتعامل مع الحكم السعودي بصورة تختلف كثيراً عن ملامح تلك الأخرى التي دائماً ما تنحاز للأجنبي فالأول ضحية أما الثاني فلا يزال في قالب الصورة والبرواز أشبه بالبطل الذي يستحق التخليد. ماذا جنته الأندية السعودية من الحكم الأجنبي وهل ما أفرزته صافرته يختلف كثيراً عما أفرزته صافرة الحكم السعودي؟ أم أن حال الاثنين معاً وإن اختلف من حيث قناعة الرغبة والقرار إلا أنه وجه يعكس أخيه في الشكل والمضمون ولن أقول في اللون كون العيون الزرقاء والشعر الأشقر هي من تجعلنا دائماً مأسورين تحت طائلة هؤلاء الأجانب الذين نبالغ في طريقة القبول بهم وبأخطائهم برغم أن أخطاء الأجانب تفوق بالنسبة والتناسب ما لدى حكامنا السعوديين. أي معيار نستخدمه لقياس الفوارق بين الحكم الأجنبي والسعودي يجب أن يستند على وسائل التقييم الصحيح وأي وسيلة نستخدمها بحثاً عن النتيجة هي في الأخير سوف تكشف لنا الحقيقة أعني حقيقة حكم وطني كلما حاول أن يبسط نفوذ تفوقه محلياً وجد ذاته خارج سرب الاهتمام فلا هو وجد المناخ الصحي الذي يساعده على تحقيق النجاح ولا هي قناعاتنا تغيرت مع العلم بالشيء أن كل القناعات لا تزال تتمحور في نفس الاتجاه السابق بمعنى أن هذا الحكم المحلي بات ولا يزال أشبه بالجدار الذي يسهل علينا تجاوز أسواره وكل ذلك من أجل إشباع الرغبة التي دائماً ما تسايرنا والتي أضحت السبب المباشر الذي ساهم مساهمة واضحة في تغييب هذا الحكم عن دوره وواجبه ومسؤولياته. سنوات ونحن نستقدم الحكم الأجنبي فماذا تغير؟ وهل هناك ما يمكن اعتباره نقلة نوعية تحققت للتحكيم واستفادت منها الأندية؟ سؤال مهما تعددت أجوبته إلا أن الجواب الصحيح هو أن الحكم السعودي مظلوم يحاول ويحاول لكنه وأمام تعدد المحاولات لا يزال يجد نفسه خارج الاهتمام داخل الأندية وحتى على وسائل الإعلام لا يجد أكثر من التقريع والشتم وعبارات بعضها قد يطال نزاهته وعدله وأمانته. وطالما أن الحكم السعودي بات قضية فلا مجال أمامي وأمام أي نقد يستهدف البناء إلا مناشدة المنتمين للأندية بضرورة دعم هذا الحكم وتشجيعه حتى يستطيع الحصول على حقه المشروع. هي ضرورة أن يتفاعل المعنيون بشؤون الأندية الرياضية مع الحكم السعودي كما هي مطلب أن يضطلع الإعلام بدوره في التوجيه أما أن نستمر على ممارسة نفس المنوال فأي قرار يستخدم لتهميش الحكم السعودي ففي تصوري أنه قرار خاطئ ولن يثمر عن النتائج المرجوة بل على النقيض قد نجد عمر المهنا ولجنته وحكامه دخلوا مرحلة الإحباط واليأس وهنا مكمن الخطورة. عموما هي مجرد فكرة من حروفها سأظل مطالباً الجميع بأهمية الاهتمام بالحكم الوطني حتى وإن أخطأ فالخطأ يجب أن نتعاطاه بحسن النية وبالمناسبة التعامل بحسن النية مع أخطاء كرة القدم وحكامها والمسؤولين فيها أراه قمة الحضارية فهل تصبح هذه المرة حضارية وندعم الحكم السعودي بنفس الدرجة التي ندعم بها الأجانب؟ أتمنى ذلك.. وسلامتكم.