طالب خبراء ومتخصّصون السلطات المصرية، بالاستعانة بالخبرات والإمكانات السعودية في مجال إطفاء حرائق النفط، وذلك لإخماد حرائق بترول السويس التي تعاود الاشتعال منذ أربعة أيام. وقالت صحيفة "الشروق" المصرية، الأربعاء، إن أهالي مدينة السويس، استيقظوا صباح أمس، على صوت انفجاراتٍ جديدة في خزانات شركة النصر للبترول، وهو ما دفع عدداً كبيراً من السكان المقيمين بالقرب من شركة البترول إلى مغادرة منازلهم خوفاً على حياتهم. وكشف عددٌ من شهود العيان داخل شركة النصر للبترول عن الأسباب الحقيقية وراء عودة الحريق إلى الخزان 146 بعد أن وصلت إليه تغذية بترولية، وهو ما يعنى أن المحبس الرئيس لم يكن مغلقاً بشكلٍ جيد، أو أنه تأثر بالحرارة الشديدة فانفجر، لتمتد النيران إلى خزانات مجاورة. وأكد مدير أمن السويس، عادل رفعت، أن ضغط الغاز بالخزان 146 تسبّب في حدوث الانفجار وأن الخزان المجاور له كان في الأساس مشتعلاً في بداية الحريق قبل أربعة أيام، وتم إطفاؤه. ونقلت الصحيفة عن منسق الجمعية الوطنية للتغيير بالسويس، أحمد الكيلاني، مطالبته ب "تدخل دول" لإطفاء الحريق، بعد أن "فشلت الإمكانات المحدودة بالبلاد في السيطرة عليه"، حسب قوله، مضيفاً أن أقرب الدول التي يمكنها إرسال مساعدات في هذا التوقيت هي السعودية، عن طريق الطيران. ويشير الخبير البترولي رشاد عبد الرحيم، إلى أنه يجب أن نعترف أن الإمكانات داخل مصر ضعيفة للغاية، على الرغم من وجود خبراء مصريين على أعلى مستوى. وأشار عبد الرحيم إلى أن وسائل إطفاء الحرائق عن طريق الطيران موجودة بالفعل بشكلٍ متطورٍ وحديثٍ بالمملكة العربية السعودية، والتي تستخدم هناك طرق الإطفاء عن طريق البالونات التي تحتوي على مواد مركبة تساعد على إخماد الحرائق البترولية بشكل سريع، والتي تنتجها شركات أمريكية. وتابع عبد الرحيم: الشيء الغريب أنه تم إبلاغي أن قوات الإطفاء استخدمت طائرات المياه لإخماد حريق النصر للبترول، وهذه كارثة، فالمياه تتسبب في اتساع دائرة الحريق البترولي وليس إخماده. وأضاف الخبير البترولي: أؤكد أن انفجار النصر للبترول من المستحيل أن يكون مصادفة، والأقرب أنه مدبر، فكما علمت أن الانفجار سبق الحريق وليس العكس، وهو ما يؤكد وجود أيادٍ تقف خلف هذه الكارثة. وقالت عضو مجلس الشورى بالسويس، سوزان سعد زغلول، إنه ليس عيباً أن نطلب من دول مساعدتنا على إخماد الحرائق الكارثية، وكان على المسئولين أن يقوموا بطلب المساعدة منذ البداية حتى لا تحترق المحافظة. وحول التحقيق في الانفجار، أكدت مصادر بشركة النصر للبترول إجماع جميع العاملين بالشركة على أن الحادث مدبر، وأن تنفيذ جريمة تفجير الشركة تم خلال يوم إجازة الموظفين عن عمد، وهو ما حدث في شركة السويس لتصنيع البترول قبل 40 يوماً، حيث حدث انفجارٌ بالشركة يوم إجازة العاملين.