عبدالله البرقاوي- سبق- المشاعر المقدسة: منذ أن صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات - يحفظه الله - بتحجيج 125متعافيًا من الإدمان؛ ليقفوا في صعيد عرفة، ويجددوا التوبة والاستمرار في طريق الصواب، وتقديم الخدمات كافة لهم، بدأت الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات ومستشفيات الأمل، رحلة حج متكاملة للمتعافين من إدمان المخدرات، شملت أرقى الحملات في تنقلهم من مناطقهم الأساسية إلى مكةالمكرمة، وتنقلهم بين المشاعر المقدسة، ثم عودتهم مرة أخرى إلى أماكنهم، إضافة إلى مقر سكن مجهز بأحدث الأجهزة والفرش والمستلزمات فترة إقامتهم بمكةالمكرمة. كما وفرت لهم الأمانة الوجبات الغذائية، وخدمات الإرشاد الديني والاجتماعي والطبيب النفسي. ذكر ذلك عبدالإله بن محمد الشريف، الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، الذي يشرف على الحملة ويتابعها خطوة خطوة لتحقيق كامل توجيهات ولي العهد، وتذليل الصعاب؛ ليتمكن أولئك الشباب من أداء فريضة الحج بيسر وسهولة.
وأوضح أن أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات قد أعدت خطة عمل لسير هذه الحملة، وتكليف عدد من المختصين بالأمانة لتذليل الصعوبات كافة لهؤلاء المتعافين، وتلبية احتياجاتهم خلال أداء مناسك الحج.
وعبَّر عدد من المتعافين عند وصولهم لمقر إقامتهم بمشعر منى عن بالغ سعادتهم وامتنانهم، وشكروا اللجنة والقائمين عليها، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، لتحقيق حلمهم في أداء الفريضة، باعتبار أغلبيتهم لم يؤدوها في السابق. ورفعوا أكف الضراعة بالدعاء للقيادة الرشيدة، التي لم تعاقبهم على ما فعلوا، بل تهتم بهم، وترعاهم.. وقدموا خالص شكرهم وتقديرهم لولي العهد - يحفظه الله - ولسعادة الأستاذ عبدالإله بن محمد الشريف، لدعمهما المتواصل، وحُسن رعايتهما لمدمني المخدرات المتعافين الذين يتلقون العلاج بمستشفيات الأمل، وإعداد البرامج الوقائية والثقافية والدينية والاجتماعية التي تساعدهم على الاندماج في المجتمع، وتحسين صورتهم بعد أن أصبحوا منبوذين في المجتمع، وليفتحوا صفحة جديدة في حياتهم بعد توبتهم النصوح الصادقة عن هذا الوباء الخطير الذي دمر حياتهم ومستقبلهم.
من جانبه، ذكر المدير التنفيذي لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني، أن الرحلة إلى الأماكن المقدسة أحد البرامج المتبعة في علاج المتعافين من الإدمان، وإرشادهم إلى الطريق السليم في هذه الحياة، وإفهامهم أن السعادة الحقيقية هي في مرضاة الله - عز وجل - وليست في السعادة الوهمية، والضياع في اتباع الهوى وطريق الشيطان بتعاطي المخدرات والمسكرات؛ إذ يتم مساعدتهم في تقوية الوازع الديني لديهم، والمساهمة في قربهم من الله بعد أن أبعدتهم سموم المخدرات. وأكد أن مثل هذه الرحلات والفعاليات تشهد إقبالاً كبيراً من المرضى لرغبتهم الصادقة في تعويض ما فاتهم في أمور دينهم، والانطلاقة الحقيقية للبُعد عن هذا العالم المظلم الذي وقعوا فيه. موضحاً أنه تم اختيار المرضى المشاركين من قِبل الفريق العلاجي في منزل منتصف الطريق، ممن قطعوا شوطاً لا بأس به في رحلة التعافي. وتمثل رحلة الحج داعماً لهذه الفئة لعودتها إلى جادة الصواب، والبُعد عن هذه الآفة المدمرة للفرد والأسرة والمجتمع والدين، ولمساعدتهم في أن يجدوا أنفسهم من جديد، وأن يكونوا أعضاء نافعين لدينهم ووطنهم.
وعبَّر مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أحد المرافقين للحملة، علي الشيباني، عن سعادته برجوع هؤلاء الشباب إلى رشدهم، وقال: تغمرني السعادة أثناء مرافقتي للحملة وانطلاقتها من الرياض وأنا أشاهد في أولئك الشباب روح العزيمة الصادقة على التوبة، والندم على ما فات، والتآخي فيما بينهم.. فهذه ثمرة جهود اللجنة والقائمين عليها. والشكر كل الشكر لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لوقوفه مع هذه الفئة، وانتشالهم من بؤر ودهاليز المخدرات إلى جادة الصواب. سائلاً الله لهم الثبات والهداية، وأن يكونوا قدوة صالحين فاعلين. وقال: إن مشاركة المتعافين بالحج تُعتبر من البرامج المهمة في تعديل السلوك؛ لأن المتعافي يختلط بشخصيات متعددة؛ وبذلك يستفيد من هؤلاء الحجاج الذين حرصوا على الالتزام بسلوك وصفات حميدة فترة الحج؛ فنجد أن الحاج يتمتع بصفات شخصية طيبة مع الآخرين، ويساعدهم، ويحاول أن يُظهر السلوك الحسن. وهذه السمة السلوكية سيكتسبها المتعافي من خلال مقابلة حجاج بيت الله الحرام. كما أن المتعافي ينتظم مع الحجاج في ممارسة الشعائر الدينية في الحج بصفة منتظمة ومستمرة، ويستمع للمحاضرات والندوات والمواعظ في هذا الجانب.