أحالت الميليشيات الانقلابية محافظة لحج جنوب اليمن إلى مدينة أشباح جراء تدميرها المتعمد لمركز المحافظة وتحويل جميع مدنها الأخرى إلى حقول ألغام. وتواجه محافظة لحج إشكاليات كبيرة تتكرس في غياب الخدمات وضعف دخلها الذي كان يعتمد على الزراعة بالدرجة الأساسية، بالإضافة إلى حركة النقل والصناعة الحرفية، إلا أن استمرار المواجهات في كرش والمديريات المتاخمة لمحافظة تعز القبيطة انعكس على عملية التنمية وإعادة الإعمار الذي لا يزال يتركز على محافظة عدن في المرحلة الحالية. ولم تكن تلك التحديات هي الوحيدة، بل إن تحويل مزارع وجبال لحج إلى حقول الغام يعد مشكلة كبيرة جداً وبحاجة لجهود مضنية لتطهير كل شبر فيها وإعادة الحياة فيها للشكل الطبيعي. وكان مسؤول في وزارة حقوق الإنسان قد عبر عن قلقه إزاء تفاقم مشكلة الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة التي برزت خلال الأسابيع الماضية في محافظة لحج، مبينا أن الجيش والمقاومة نجحا في استعادة محافظة عدن ولحج وأبين والضالع ومأرب، إلا أن الألغام والذخائر التي تم زرعها في الطرق العامة وبعض الشوارع بداخل المدن أدت لمقتل ما لا يقل عن 100 و225 جريحا من تلك المحافظات. وأفاد محافظ محافظة لحج الدكتور أحمد مهدي فضيل أن ميليشيات الحوثي زرعت الألغام في بعض المناطق السكنية والقرى الريفية على امتداد محافظة لحج، وحولت مزارعها إلى حقول الغام، مبينا أن الجهود ما زالت تبذل للتخلص منها. وتعد محافظة لحج من المحافظات الرابطة بين خمس محافظات يمنية «عدن، أبين، الضالع، إب، وتعز»، ولهذا تعتمد على عملية النقل في الدخل، حيث تمر من خلالها التجارة بين ميناء عدن والمدن الأخرى الشمالية، ناهيك عن اعتمادها على الزراعة، حيث تمثل مزارع الحسيني أجود المزارع في اليمن لإنتاج الفل والمانجو والخضراوات والفواكه. ولم تكن لحج بلد الخضراوات والفواكه بل بلد الفن والتاريخ والحضارة أمثال الحسيني وفيصل علوي وغيرهما من الفنانين.